29 أكتوبر 2025

تسجيل

500 يوم على الحصار وقطر تواصل ملحمة الصمود

14 أكتوبر 2018

جولات صاحب السمو بالخارج قلبت أحلام المحاصرين إلى كوابيس حنكة القيادة السياسية مع الإرادة الشعبية حولتا محنة الحصار إلى منحة التفافنا بكبرياء خلف قيادتنا أجهض مؤامرة تركيعنا  الواقع الدولي وتداعياته يثبتان سلامة المواقف القطرية 500 يوم، يصادف مرورها -الأربعاء المقبل- على مؤامرة الحصار ‘ مازالت قطر صامدة بشموخ ‘، يعزف أبناؤها ‘أنشودة الوطنية ولحن الوفاء للوطن‘، ويزرعون حقول الخير في دوحة الخير وخارجها ‘ غير عابئين بالمكائد التي يحيكها «الأشرار» من حولهم‘ لتعطيل مسيرتها أو الانحراف برسالتها فكسبت احترام وتقدير العالم. نعم 500 يوم، طوتها إرادة القطريين الفولاذية وهم يلتفون بحب نادر خلف قيادتهم الرشيدة، مقدمين نموذجاً «ملحمياً» للتحدي فلا أعاقتهم معطيات الجغرافيا ، ولا أزعجتهم مساعي ومحاولات التآمر على التاريخ . 500 يوم، مرت على تدبير وتنفيذ واحدة من أحط المؤامرات والدسائس في تاريخ العلاقات الدولية ، حيث ظن المتآمرون أن قطر ستنهار وتركع وتخضع فإذا بها راسخة قوية ‘كأشجار السنديان‘، صلبة شامخة مرفوعة الهامة ‘فلا كرامة هانت ولا عزيمة أو إرادة لانت‘. 500 يوم، على الحصار الجائر وقطر ماضية في تطوير علاقاتها الخارجية وتعزيز شراكاتها الدولية‘ لتلقّن المتآمرين درساً قاسياً في فنون وأخلاقيات وقواعد الدبلوماسية التي أثبتوا بجريمتهم وتداعياتها أنهم يجهلونها، وبالتالي لا يتقنون إلا نسفها واهانتها ‘ليسقطوا عنهم أوراق التوت وتفتضح عوراتهم السياسية أمام المجتمع الدولي‘وبشكل خاص بعد عجزهم - حتى كتابة هذه السطور- ورغم مضي عام ونصف العام، عن تقديم أدلة وبراهين الجريمة التي حاولوا عبثاً إلصاقها بقطر.. بل وعلى العكس راح نفس الاتهام يلتف على أعناق بعضهم بالأمس واليوم عبر البحار. !! ظن المتآمرون المحاصرون - وظنهم فيه إثم كبير - أن قطر بفعلتهم المشينة ستعود إلى الوراء وتتأزم اقتصادياً وتجارياً؛ ولكنها وبفضل قيادتها الحكيمة وانفتاحها المدروس على العالم شرقاً وغرباً متحلية بالشفافية والأخلاق‘ لم تدحر حصارهم المفروض عليها منذ الخامس من يونيو 2017 وتداعياته فحسب‘ ولكنها تجاوزت ذلك إلى تعزيز اقتصادها وإكسابه قوة، وهي تؤسس وتدعم مشروعات قلعتها الصناعية التعويضية وتتوسع في إقامة الموانئ البحرية وتطوير نشاطها الزراعي حتى أصبحت البلاد أكثر اعتمادا على الذات. كما شجعت الدولة على الاستثمار في مشاريع الأمن الغذائي ، ليتم التوسع الفوري في صناعة منتجات الألبان والثروة الحيوانية وتطوير الأنظمة الزراعية لمواجهة التحديات والظروف المناخية. وبالفعل نجحت تلك المنظومة في تحقيق قدر كبير من الاكتفاء لأول مرة في تاريخ قطر. وحسبما أعلنت وزارة الطاقة والصناعة فإن طاقة قطاع الصناعات الغذائية زادت أكثر من 300% خلال الثمانية أشهر الأولى للحصار. ◄ من الصدمة للاكتفاء الذاتي لا ننكر أن الأسابيع الأولى للحصار كانت صادمة ، غير أننا - وبوعي تام وعزيمة لا تلين وطموح بلا حدود - خططنا وعملنا على احتوائها بسرعة خاصة ما تعلق بالضروريات وضمان استقرار الاقتصاد ، وجذب الاستثمارات وتوسيع القاعدة الإنتاجية للنفط والغاز. فلا شك أيضا أن تدشين ميناء حمد بطاقته التي تبلغ 7.5 مليون حاوية. كان سلاحا حاسما وقويا في هزيمة الحصار وتخفيف وطأته، فقد أسهم في فتح خطوط ملاحية جديدة وصلت إلى 23 خطاً ملاحياً بين الميناء وموانئ الدول الأخرى التي تربطها علاقات تجارية مع قطر. ليسهم في رفع حجم الصادرات القطرية وزيادتها إلى أكثر من 60 دولة. كما لعبت الخطوط الجوية القطرية دوراً مهماً في تأمين الاحتياجات الضرورية للبلاد، حيث تحولت الشركة إلى ركيزة إستراتيجية أساسية للأمن الغذائي في الدولة. ◄ استقرار مالي نجاحات وثمار التحدي القطري تتواصل وتمتد إلى القطاع التجاري حيث تشير الإحصاءات إلى ارتفاع الفائض التجاري لقطر بنسبة 49.3% في أبريل الماضي عنه قبل عام، مسجلا ما قيمته 14.7 مليار ريال . كما حاول المحاصرون النيل من قدرة وقوة العملة القطرية في الشهور الأولى للحصار ؛ غير أن مساعيهم البائسة أصبحت يائسة ‘وباءت بالفشل باعتراف خبراء صندوق النقد الدولي الذين أكدوا أن تجاوز القطاع المصرفي القطري للآثار السلبية للحصار. بل والأكثر إزعاجاً للمحاصرين أن أصولنا البنكية زادت لتبلغ 1.4 تريليون ريال أي (379 مليار دولار) بنهاية فبراير الماضي بارتفاع سنوي بلغ 9%. وفضلا عن ذلك فان بورصة قطر نجحت في جذب أكثر من مائة صندوق استثماري خارجي رغم الحصار. ◄ جولات تجهض أحلام المحاصرين أحلام ورغائب المحاصرين المريضة ومعها اتهاماتهم الباطلة لنا صورت لهم أن حصارهم لقطر سيعزلها دوليا ؛ فإذا بالعالم بعد أن كشف زيفهم وتضليلهم يفتح أبوابه لنا بكل تقدير واحترام وهكذا جاءت الجولة الأفريقية الأولى لصاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى ‘ والتي اعتبرت دبلوماسية استباقية أجهضت مساعي ومؤامرات لاحقة كانت تعد لها دول الحصار. كما أطلقت 9 زيارات لصاحب السمو في أفريقيا شراكة واعدة مع دول القارة. وبنفس القدر والأهمية جاءت7 زيارات آسيوية وأوروبية وأمريكية ومشاركات في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة ‘مضافا إليها الجولة الأخيرة لصاحب السمو في دول أمريكا اللاتينية لتكشف للعالم عدالة قضيتنا ‘ وتؤسس لقاعدة صلبة للتعاون وتعزيز الشراكات بين الدوحة وتلك الدول..وقبل كل ذلك جاءت زيارة صاحب السمو إلى الكويت لتؤكد اعتزاز قطر بالوساطة الكويتية وتمسكها بالمنظومة الخليجية. كما حرص صاحب السمو في هذا السياق على تمثيل قطر في القمم العربية والخليجية والأمريكية الخليجية، والأمريكية الإسلامية، وقمة إسطنبول. وهكذا حولت جولات الأمير وزياراته الخارجية «أحلام» المحاصرين بعزل قطر إلى «كوابيس» تقض مضاجعهم .. خاصة وأن الواقع الدولي وتداعياته ينتصر للدوحة ويثبت سلامة الموقف القطري. ◄ لا غالب ولا مغلوب وأمام تفاعلات وتداعيات أزمة الخليج، وحرصا من الدوحة على إنقاذ البيت الخليجي ومنظومته من الانهيار‘ وإيماناً منا بوحدة المصير واحتراماً للعلاقات الخاصة التي تربط شعوبنا ‘والتي لم تٌراع - للأسف - عندما خططوا ودبروا ضد قطر‘ فقد أكد صاحب السمو في أكثر من مرة أنه لا غالب ولا مغلوب في الأزمة، والجميع خاسرون؛ مجددا تمسك الدوحة بالحوار لحل الأزمة بعيداً عن سياسات الهيمنة ولغة الاملاءات. ونستحضر في هذا السياق الرسائل القطرية التي وجهت إلى دول الحصار عبر تغريدات لسعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني وزير الخارجية بمناسبة مرور عام على الحصار ‘والتي دعا فيها للكف عن خلق « محاور وهمية واهية». حيث قال سعادته»عام مضى على حصار قطر غير القانوني ، نحيي فيه شعبنا الكريم وكل من يعيش على هذه الأرض الطيبة على هذا الصمود والتلاحم الذي أثبت للعالم أننا نستطيع بفضل وحدتنا أن نتغلب على كل مكر يحيق بأهلنا وشعوبنا». «أثبتت الأزمة الخليجية بأن الوقفة الصادقة من الدول الشقيقة والصديقة إلى جانب قطر تحت الحصار لا تُباع ولا تُشترى ، وأن وعي الشارع العربي والدولي أقوى من أية دعاية و بروباغاندا إعلامية». وتابع «كلنا يدرك ما مرت به المنطقة من ظروف إقليمية معقدة خلال السنوات الماضية، وفي حين كنا نسعى إلى تخفيف حدة التوتر، ووحدة الصف، واجتماع الكلمة لإيجاد حلول فعلية مشتركة، افتعلت مجموعة من الدول أزمة جديدة لا أساس لها و لا مبرر». ◄ تحويل المحنة إلى منحة إذا كانت قطر في تعاملها مع مؤامرة الحصار وتداعياته قد حظيت بثقة عظيمة من المجتمع الدولي تتعاظم يوماً بعد يوم، انطلاقا من احترامها للأعراف والمواثيق الدولية، فإنها أحبطت خطط المتآمرين عليها ، وسحبت البساط من تحت أقدامهم بعد أن ثبت أن ثمة دوافع ملفقة وأحقادا دفينة كانت وراء الأزمة. لتتكشف نواياهم ودسائسهم وتضعهم في مواجهة مع العالم. ختاما .. وبحسابات المكسب والخسارة في تلك - الأزمة المفتعلة - وعلى جميع الصعد، فقد خسر المحاصرون أمام شعوبهم والمجتمع الدولي ‘بينما كسبت قطر التي حظيت باحترام الأسرة الدولية، وعبرت بإمان وكبرياء تلك المحنة ‘بعد أن حولتها بفضل حنكة قيادتها وإرادة وصمود أبنائها إلى منحة.. {ورب ضارة نافعة». [email protected]