27 أكتوبر 2025
تسجيليصادف اليوم بدء السنة الهجرية الجديدة 1437 مقترنة بذكرى الهجرة النبوية، التي يحتفل بها المسلمون كل عام، ليس فقط لارتباطها بالتقويم الهجري، بل لما شكلته هجرة النبي الكريم من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة من أهمية بالغة، كحدث كان له أكبر الأثر فى تغيير مجريات الدعوة، وهي مناسبة تعيد ذكرى الهجرة النبوية لكافة المسلمين شعوباً ومجتمعات في الوقت الراهن، للاستدلال بالمعاني العظيمة التي استمدت منها الحضارة الإسلامية ملامحها، كأول حضارة حملت إلى الإنسانية إشعاعات النور والمعرفة، وآفاق الخير والتسامح والسلام والعدل والمساواة.. في هذه المناسبة نستذكر أيضا حال أبناء الأمة الإسلامية في العصر الراهن، الذين يتجاوز عددهم في العالم المليار وثلاثمائة مليون مسلم تقريباً، وما يطلب منهم ان يعوا أن أسلافهم وأجدادهم الأوائل، لم يصنعوا ذلك المجد والتاريخ الحافل بالصور المشرقة، وأن يحققوا كل ذلك الحضور المتميز، إلاّ من خلال الفهم العميق لقواعد الإسلام ورسالته القيمية، التي جعلت وحدة المسلمين شرطاً أساسياً لا غنى عنه للحفاظ على مكانتهم الفاعلة، ودورها المؤثر على مر الحقب التاريخية. نعود إلى هذه المناسبة الكريمة ونقول: إن التهنئة بالعام الهجري الجديد لم تكُن معروفة في عهد الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام ومن بعده الصحابة رضوان الله عليهم، لكنْ وبما أن التهاني بهذه المناسبة، قد شاع في الأزمنة المتأخِّرةِ، فقد سئل العلماءُ المعاصِرون عنها، فاختَلَفوا في حُكمها على أقوال؛ فمِنهم مَن منعها مطلقًا، ومنهم مَن أجازها وعدَّها من الأمورِ العادية لا التعبديَّة، ومنهم مَن قال: لا تَبتدئ بالتهنئة، ولا بأس بأن تردَّ على مَن هنَّأك، وتدعوَ له بأنْ يكون عامُه الجديدُ عامَ خيرٍ وبركةٍ.وفق مصادر التاريخ فان أولُ مَن احتفل برأس السنة الهجرية حُكام الدولة العُبيدية الفاطمية في مصر، وهم أهل بدعة، وليسوا أهلَ سُنةٍ، فعجبًا لأمر هؤلاء المسلمين؛ يحتفلون برأس السنة الهجرية وصحابةُ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يحتفلوا بهجرته، وهم أحرصُ الناس على الخير! وعجبًا لأمر هؤلاء المسلمين؛ يحتفلون برأس السنة الهجرية، بحجة حدَث هجرة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من مكة إلى المدينة، رغم أن الهجرة النبوية من مكة إلى المدينة كانت في يوم 12 من ربيع الأول. نَخلُص من هذا إلى عدم جواز الاحتفال برأس السنة الهجرية؛ لأنه ليس مِن هدْي النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولا من هدي أصحابه، ولا مِن هدْي السلف الصالح، وإنما هو فعْل مُبتدَع مُخالِف للسنة والشرع. وسلامتكم