28 أكتوبر 2025
تسجيلكثير من القضايا التي تثيرها الرياضة وتحرك الرأي العام تجاهها، ولا يملك أصحاب القلم بكل فئاتهم إلا الوقوف تأملا لما ستؤول إليه أحداث الرياضة المختلفة والمتنوعة، لكننا "ندس أنوفنا" في عالمها بعد أن تخرج القضايا المطروحة على الساحة الرياضية عن مسارها وتتحول إلى قضية عامة تستوجب المساهمة في معالجتها، مؤخرا كانت القضية التي أثيرت حول انسحاب لاعبات قطر من دورة الألعاب الآسيوية التي أقيمت في أنشيون الكورية الجنوبية بعد أن رفضن خلع الحجاب تنفيذا للوائح الاتحاد الدولي لكرة السلة، ما دعا رئيس الاتحاد الشيخ أحمد الفهد يقول" إن الحجاب مرتبط بالثقافة وليس الدين وجميع الرياضات المدرجة في البرنامج الأولمبي توافق عليه عدا كرة السلة، وكشف أنه بحث الأمر مع الاتحاد الدولي لكرة السلة وسيصلون إلى تفاهم سيوافقون عليه "، قضية منع ارتداء الحجاب في المنافسات الرياضية العالمية أثار حفيظة الدول الإسلامية قاطبة وظهر ذلك جليا إبان إقامة دورة الألعاب الأولمبية في سنغافورة في الفترة من 14 إلى 26 أغسطس الماضي، حين هاجم علماء الدين قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم بمنع مشاركة المنتخبات النسائية التي ترتدي الحجاب ودعوا الدول الإسلامية إلى مقاطعة تلك المسابقات لأنها تنم عن العنصرية وتندرج في إطار الحرب ضد الحجاب، حوادث من هذا النوع تتعرض لها لا عبات مسلمات يرتدن الحجاب في مبارايات دولية وغيرها، نذكر على سبيل المثال ما أثارته لاعبة مسلمة تبلغ من العمر 11 عاما من أزمة حادة في مباراة كرة قدم نسائية في الدورة الرياضية في مدينة «لافال» الكندية بعد أن طلب حكم المباراة منها خلع الحجاب الذي ترتديه قبل بدء المبارة، وقرر فريق الفتاة المسلمة، وأربع لاعبات من الفرق المنافسة الانسحاب تعاطفا مع الفتاة المستبعدة، وقد أظهرت جماعات إسلامية في كندا احتجاجها على الموقف الذي من شأنه منع الفتيات المسلمات المحجبات من ممارسة الرياضة، رجال الدين بينوا أن الإسلام دين الوسطية، دين الروح والجسد، دين الدنيا والآخرة، فالنفس تحتاج إلى الترويح؛ حتى تستعيد نشاطها مرة أخرى، والجسد بحاجة إلى الرياضة حتى يظل قويا، وقالوا ليس الإسلام دين تجهم وعبوس، بل دين جاء لإسعاد الناس في الدنيا والآخرة، ومن هنا أكدوا ان الإسلام لم يحرم الألعاب ولا اللهو العفيف الذي يهدف إلى الترويح والإضحاك والتسلية، ونحن نرى أنه في كل الأحوال على المرأة ألا تخالف شروط ارتداء الحجاب، ولا تتصرف أي تصرف يتعارض مع آداب الإسلام، قطر دولة مسلمة ولله الحمد وفتح المجال لبناتنا لولوج عالم الرياضة العالمية هو قمة التحضر والرقي، وبالتأكيد أن منع الاتحادات الرياضية الدولية خاصة /الفيفا/ مشاركة فتياتنا المحجبات يعد خرقا صريحا لمبادئ حقوق الإنسان التي يتشدق بها الغرب، كما أنه يتناقض مع حرية الإنسان في اختيار ما يرتديه من زي، فإذا كان هذا الزي محتشما ولا يتعارض مع الأداء الرياضي في الدورات الأولمبية فلماذا المنع؟ تحية إجلال لفتياتنا الرياضيات فقد أعطوا درسا في القيم والأدب، فماذا يبقى من الدين ومن منظومة القيم إذا كان ممارسة المرأة المسلمة للرياضة يشكل تهديداً وزعزعة لأباطرة الاتحادات الرياضية العالمية. وسلامتكم