10 سبتمبر 2025

تسجيل

نحن والدوائر الحكومية

14 سبتمبر 2023

القلق والضيق والتوتر، ذلك شعوري إذا علمت أنني مضطر لإنهاء معاملة ما في إحدى الدوائر الحكومية؟! على الرغم من أخلاق أغلب الموظفين الطيبة إلا أن المعاملات في -أغلب الجهات - لا تنجز بسهولة ويسر حتى بوجود الواسطة أحيانا! فعندما يدخل الشخص تلك الدوائر يجد نفسه في دوامة لا نهاية لها وان انتهت المعاملة في وقتها فهو من المحظوظين. فكل موظف يحيلك الى موظف آخر وهكذا وكأن هذا جزء من النظام الاداري المعمول به.. وكلما سألت أكثر تهت أكثر وزادت الدروب دروباً ؟! وقد تقف المعاملة فجأة أياماً أو دهوراً لان الموظف المعني الذي وصلت اليه بعد عناء غير موجود على كرسيه أو إجازة ولا بديل عنه.. لأن المعاملة عنده وهو فقط مسؤول عنها ؟! وهناك معاملات تجلس بالشهور وما تتبعها من غرامات تأخير في حين يمكن الانتهاء منها في يومين؟! كما ان اغلب الجهات الخدمية لا احترام فيها للمواطن أو كبار السن فالتعامل واحد وهذا بالطبع ليس من شيمنا ولكنها ملاحظه إلا من رحم ربي كأشخاص. شخصيا لي تجارب وان لم تكن كثيرة لكنها كانت مزعجة جدا ولن أنساها ما حييت. هذا موجود في عصر نعتمد فيها على التكنولوجيا الرقمية وغيرها التي في كثير من الجهات اصبحت وسائل ازعاج وتأخير للمعاملات وإضرار بصاحب المعاملة في حين انها من المفترض تسّهل الامور؟! تناقضات غريبة نراها ففي حين يتغنى بعض المسؤولين بانجازات وزاراتهم ومؤسساتهم في الاعلام والصحف الا ان الواقع مغاير بشكل كبير وأي زيارة لجهة حكومية يمكن رؤية ذلك. وحقيقة أستثني من كلامي هذا وزارة الداخلية فهي ذات نظام دقيق وواضح في المعاملات الرسمية الرئيسية وخدمة مطراش خير دليل على ذلك. من المشين ان نعايش هذا الواقع في دولة تصرف المليارات لتطوير الانظمة الادارية وتتعامل مع احدث النظريات والتكنولوجيا. فالموضوع إذن يكمن في سوء الادارة والتنظيم الاداري وبالتالي المسؤولين الذين وضعوا في المكان الخطأ. فلابد من المراجعة والمحاسبة الداخلية لكل جهة. فالمهم تسهيل الاجراءات بشكل واضح لا لبس فيه للناس والعباد وعلى المسؤولين الاهتمام أكثر باداراتهم والمرور على الموظفين والمراجعين بدل الجلوس كالملوك على عروشهم فهذه وسيلة هامة للتطوير. وأراهن اننا سنحتفل قريبا بحصول إحدى تلك الجهات على جائزة قطر للتميز الحكومي الذي أطلقها ديوان الخدمة المدنية وسيصفق لها الجميع وستتصدر أخبارها البطولية الصحف وسيظل المراجعون في دواماتهم اليومية بحسراتهم وآلامهم؟! والقصة مستمرة حتى يأذن الله.. ونريد حلّاً!