14 سبتمبر 2025
تسجيلتائهون في هذه الحياة... تُقلبنا كيفما أرادت... لأننا لم نترك لأنفسنا بعض الوقت للتفكير والتخطيط لحياة أفضل، مُعلّقون ما بين قالوا ويقولون، ومتشابكون في خطوط الهواتف المحمولة، فتلتف علينا كما هي الأفعى لترمينا ما بين التغريدة والأخرى، ساعات طوال ورؤوسنا مُسدلة للقاع، إلى أن يأتي وقت النوم فنسترجع شريط أحداث اليوم لنُفاجأ بأنه لا يوجد شيء يُذكر ! بنظرة سوداء يرى البعض الحياة، الابتسامة قد يرونها مُحرّمة على أنفسهم ! لو دققت جيداً بهم سترى أنهم يسيرون ببطء شديد، مع ارتفاع حواجبهم قليلاً بحيث تصبح بصورة مقوّسة وكأنها أرجوحة أطفال، ينظرون إلى أعلى السقف بحزن شديد حتى تكاد دموعهم تذرف، وترى خريطة طرق على وجوههم من شدة العبوس، ويكأن ملامحهم قد تداخلت ببعضها البعض، يعيشون في علبة كبريت فارغة، لكي يقومون بالتمثيل في فيلم درامي مفاده أن الكرة الأرضية ضدهم، وأن القدر اختارهم بأن يكونوا أشقى من يعيش فوق هذا الكوكب، دونما أمل ! دونما إشعال شمعة في الظلام المرشوق بأحجار من اللعائن !أنا أقرأ... إذاً أنا إنسان ذو مدارك ! فلا معرفة دون قراءة، ولو تجولت في العالم الغربي سترى بأن القراءة لديهم كعادة، ما بين محطات القطارات أو خلال السير في الطرقات، وأثناء الجلوس تحت الأشجار، وقبل الخلود إلى النوم ويكأن القراءة اختلطت بحياتهم وتركيبتهم الشخصية ! فهم يبحثون عن حياة أفضل بطرق مختلفة، وأما معظمنا بالرغم من انتمائنا إلى أمة "اقرأ".. فإنه لا يوجد لدينا وقت! وآخر يقول القراءة مملة ! والبعض الآخر يقول إنه لم يعتد على القراءة ! وثُلة منهم لا يحبون الكتب بالأساس ! وفي النهاية يقولون لماذا وصل غيرنا إلى أعلى مراتب التقدّم والعلم ونحن لا نزال قابعين في ذات المكان الضيق وذات التفكير المُنغلق ؟ من أجل حياة أفضل تخلص من الطاحونات البشرية التي لا يهنأ لها بال إلا بعد صب سيل من النصائح التي لا جدوى منها فوق رأسك...ومحاولة إجبارك على أن تسير وفق أهوائهم... وأن الحياة تتوقف على آرائهم... وأنهم يعلمون مسبقاً ما الذي سيحصل لك...وإن حصلت لك ضائقة... تتحرك فيهم مشاعر "الأبهة ودق الودع " فيقولون لك: "كنا نعلم بأن ذلك سيحدث"!ولراحتك: ضع قطناً في أذنيك... وأغلق عينيك بإحكام... وأمسك قلبك بين يديك... ثم رتل بكتمان : "إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا".لأجل حياة أفضل لا تلتفت للأقاويل السلبية ولغو الحديث... وابتعد عن أصحاب المصلحة الذين عندما تتشابك في أجسادهم عروق البحث عن مصالحهم عندك، يتناثرون أمامك كالجراثيم، ولربما أصبحوا أشبه بــ"الحذاء" حينها، فتلتم عليك عبارات الرجاء والتوسل للحصول على منفعة ما... وعندما ينالون ما يريدون يصبحون كما قال تعالى : "كَأَن لَّمْ تَكُن بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ"...فكر بنفسك وبمن يكنون لك المحبة الصادقة فحسب إن أردت حياة أجمل... اجعل بجانبك إناء للخير واسق من يستحق فقط ! وضع هذه الآية كقاعدة ومساراً لطريقك: " خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ". نصيحة أخيرة:عش اللحظة بما ينفع ... وبما يجعلك بسعادة وحال أفضل !