31 أكتوبر 2025
تسجيلفكرة رائدة ومبادرة مباركة من صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر تهدف لتدريب مربيات يستطعن رعاية الطفل رعاية إسلامية وضمن العادات والتقاليد القطرية، فكانت أكاديمية قطر لتدريب المربيات والتي تشرف عليها مؤسسة قطر، لتقدم برنامجا تدريبيا لفتيات مسلمات عربيات لتأهيلهن لرعاية الطفل في المنازل. ولا شك أن تخريج الدفعة الأولى من هؤلاء المربيات في هذه الأكاديمية، سيشجع العديد من الأمهات للاستعانة بالخريجات لرعاية أطفالهن، والتقليل من المشاكل التي تعاني الأسر من المربيات اللاتي يستقدمن من الخارج والتأثير السلبي على رعاية وتنشئة الأطفال وما نسمع عن هؤلاء من مشاكل يجلبنها للأسرة والطفل.ووجود مثل هذه الأكاديمية التي تدرب الفتيات على كيفية رعاية أبناء الأسر القطرية من خلال تعاليم الدين الإسلامي والعادات والتقاليد التي تعلمنها في الأكاديمية سوف يخفف كثيراً من مخاوف الأسرة على أبنائها وخاصة الأطفال الرضع الذين قد تحتار الأم في كيفية رعايتهم خلال وجودها في العمل أو عند الواجبات الاجتماعية، فالأسرة الآن لم تعد كما كانت تضم الجدة والعمة والخالة، ويمكن لهؤلاء رعاية الطفل خلال غياب الأم ومساعدتها في تحمل شؤونه معها في البيت، فالأسرة التي تضم الزوج والزوجة أصبح لها بيت مستقل مما زاد من مسؤولية رعاية الطفل، وكثيراً ما تتحمل الأم العاملة المتاعب في حمل الطفل من فراشه الدافئ صباحاً إلى بيت والدتها أو جدته لأبيه من أجل رعايته بعيداً عن المربية التي قد لا تثق في قدرتها على رعاية ذلك الطفل الرضيع، وحتى لا يظل فكرها منشغلاً بأموره وهي في متاهات العمل، وذلك في غياب الحضانات المتخصصة القادرة على رعاية الطفل بأسلوب يطمئن الأم على رضيعها، وعدم وجود حضانات حكومية قريبة من عملها أو ضمن العمل تستطيع أن تطمئن عليه من وقت لآخر.والأم العاملة عندما تترك طفلها مع مربية قادرة على رعايته صحياً وغذائياً وتربوياً وهي تتحدث اللغة العربية وتعلمه العادات الصحيحة في مجتمعه وأسرته، فإنها لا شك أنها سوف تكون مطمئنة وقادرة على الإنتاج والجد في العمل، فالأسر تشتكي من مشاكل اللغة وتعلم الكلام الذي يختلط ما بين لغة المربية الأجنبية ولغة الأم، بحيث لا يعرف الطفل أين هي اللغة السليمة.وسوف يجد الطفل المربية التي تتحدث معه باللغة العربية، وتعرف كيفية التعامل معه صحياً واجتماعياً، وتطمئن الأم على الطفل وخاصة أن تلك المربية قد تخرجت من أكاديمية ترعاها مؤسسة وطنية تهدف لخدمة الأسرة القطرية في كثير من النواحي وتحت رعاية أم الجميع سمو الشيخة موزا.ولكن يبقى السؤال هل تكفي الأعداد التي تتخرج من هذه الأكاديمية للطلب من قبل الأسر القطرية؟ وهل تستطيع الأسر تحمل رواتبها التي لا شك أنها أكثر من راتب المربية الأجنبية، نأمل أن تحل هذه الإشكالية خاصة أن وجود هذه الأكاديمية في صالح الأسر القطرية.