15 سبتمبر 2025

تسجيل

نفوذ السياسة الخليجية الجديد

14 سبتمبر 2013

ما تمخض عنه اجتماع مجلس التعاون الاخير حمل رسالة واضحة لا لبس فيها وهي، رفض دول وشعوب الخليج المبادرة الروسية، لانها لا توقف حمام الدم الذي تشترك في صنعه وإدارته ورعايته كل من روسيا وإيران وحزب الله، بالاضافة الى المنفذ المباشر لذلك الحمام وهو نظام بشار. ومن خفايا ما صدر عن الاجتماع او كما يقولون ما وراء سطوره، هو أنه وجه أيضا رسالة للعالم بأن لدول الخليج الآن الحق بالمجاهرة في حماية مصالحها الوطنية والقومية. وما رفض المبادرة الروسية الا دليل على قوة السياسة الخليجية الخارجية الموحدة في الدفاع عن مصالحها، ومواجهة كل من حلفاء النظام السوري بكل حزم، خلافا لبيان الجامعة العربية الذي آمن بان للمبادرة جوانب خير ومصلحة للشعب السوري. ايضا من خفايا ما تمخض عنه اجتماع وزراء الخارجية الخليجيين، انه واجه وبكل قوة التعنت العربي، المكون من العراق والجزائر ولبنان والنظام العسكري المصري، لرفض توجيه ضربة قد تضعف قدرة نظام بشار عن الاستمرار بقتل الشعب السوري ان لم تسقطه، وهو ما شكل ضربة قوية لهذه الدول العربية المؤيدة لاستمرار قتل السوريين، بحجة اعطاء الحل السياسي الفرصة. من ناحية أخرى، فان تأكيد دول المجلس أنهم على استعداد وجاهزية لكل نتائج وتداعيات أية ضربة قد يقوم بها تحالف غربي خليجي تركي ضد نظام بشار، يدل أيضا على شجاعة وقوة وتحمل مسؤوليات وطنية وقومية وانسانية. وهذا التأكيد حمل رسالة الى سوريا وحزب الله وايران، بأن دول الخليج على استعداد ويقظة لمواجهة أية قلاقل أو تحركات تستهدف دول الخليج، حتى على المستوى العسكري اذا ما فكر نظام بشار في اطلاق صواريخ ضد دول الخليج. ان اللهجة القوية الجديدة التي تبناها مجلس التعاون في ما يتعلق بالوضع السوري، هي بداية مباركة لظهور نفوذ خليجي على المستوى السياسي، مقابل اضمحلال واضح لنفوذ سياسة الجامعة العربية على المستوى السياسي العالمي، والتي كانت دول مثل العراق وسوريا ولبنان والجزائر وحاليا النظام العسكري بمصر، سببا مباشرا له مع الأسف وتسببوا في ضعف ما بقي للعرب من قوة.