18 سبتمبر 2025
تسجيليبدو أن دونالد ترامب الرئيس السابق للولايات المتحدة الأمريكية يعيش أسوأ أيامه بعد أن فقد ما يزيد عن 80% من فرصته المحتملة لدخول سباق الانتخابات الرئاسية عام 2024 والعودة إلى صدر البيت الأبيض الذي غادره بعد خسارة واضحة أمام غريمه الديمقراطي جو بايدن الذي اعتلى بعدها رأس السلطة في البلاد وأصبح رئيسا لها بينما اكتفى ترامب وقتها بإطلاق تصريحات تشكك بنتيجة الانتخابات فندتها بعد ذلك المحكمة العليا الأمريكية وأقرت نتائج التصويت الشعبي الواسع الذي أزاح ترامب عن هرم السلطة واختار بايدن رئيسا لأمريكا ليصرح مجددا بأنه سوف يخوض انتخابات عام 2024 الرئاسية وسوف يفوز بها بلا شك قبل أن تداهم وحدات من الـ FBI ( مكتب التحقيقات الفيدرالية ) وهو وكالة تابعة لوزارة العدل الأمريكية أُسست عام 1908 منزله ومكتبه الشخصي ومنتجعه الفخم والكبير مار آي لاغو في ولاية فلوريدا وتكتشف وجود وثائق شديدة الخطورة والأهمية كان ترامب قد أخذها معه خلسة قبيل مغادرته البيت الأبيض وتنصيب خليفته بايدن في حفل رفض ترامب حضوره وخالف العادات الأمريكية في هذا قيل أن منها ما هو متعلق بالوثائق النووية وأخرى مرتبطة بالجهود التي بُذلت لإلغاء الانتخابات الرئاسية التي جرت عام 2020 وبأحداث يوم 6 يناير 2021 وهي الحادثة التي هزت أرجاء الولايات المتحدة بعد اقتحام أفراد من الشعب ممن كانوا من أنصار ترامب غرف اجتماعات وبهو مقر الكونجرس وقيل حينها أن ترامب نفسه هو من حث مناصريه على القيام بهذه الخطوة الجريئة واستباحة مقر هام مثل مجلس النواب الذي لاحق فيما بعد المقتحمين فردا فردا واستطاع أن يحاكمهم ويودعهم السجون تحت هذه التهمة الكبرى. في المقابل وجه النواب الجمهوريون انتقادات شديدة اللهجة ضد بايدن بعد مداهمة منزل ومكتب دونالد ترامب واعتبروا أن ما فعله مكتب التحقيقات الفيدرالية يعد تسليحا سياسيا غير مسبوق لوزارة العدل التي سارت وفق أوامر من مكتب بايدن وأنه لاحقه كمرشح ثم كرئيس ثم كرئيس سابق كما شن الجمهوريون هجوما حادا على بايدن وأنه بهذا سوف يقسم البلاد ووزارة العدل بمداهمة مكتبها الفيدرالي تعزز من فكرة الانقسام بصورة أقوى وأن عدم التفاهم الحاصل بين الجمهوريين والديمقراطيين قد يؤدي فعلا إلى تدهور الأوضاع في نظام الحكم وتسيير الأمور على غير ما اعتاده الشعب الذي يعرف تماما العداء الظاهر والمستتر بين هذين الحزبين لكنه يعرف بأن الحفاظ على استقرار البلد هو أمر له أولوية سواء للجمهوريين أو الديمقراطيين ومن ينتخبونه رئيسا عليهم ولكن يبقى سر هذه المداهمة أمر لم يعتده المسؤولون الأمريكيون أو حتى الشعب لأي رئيس سابق للولايات المتحدة ويهدم الصورة التي كانت تحيط بالرؤوساء الذين كانوا يغادرون البيت الأبيض بهدوء ويحملون معهم ذكرياتهم السعيدة والحزينة معا لكن ترامب الذي أثار الدنيا ضجيجا وقرعا لطبول الفتنة يمنة ويسارا فلا أظن أنه اليوم بأفضل حال ولا يشبه من سبقه من الرؤوساء لأنه هو نفسه من أدار بوصلة التغيير على بلاده الذي كان العالم ينظر له كبلد ديمقراطي يسير على قوانين حازمة لا يحيد عنها فإذا اليوم يتبدل حال البلاد وتحديدا منذ اللحظة الذي خرج ترامب من عباءة رجل الأعمال ومتعهد لجولات النزال للمصارعة في أمريكا إلى رئيس أخل بكثير من العلاقات الخارجية مع بلاده وأثار حربا اقتصادية كبيرة مع الصين وضاعف من اتهاماته لها وناوش روسيا وزاد من أسهم إسرائيل في المنطقة العربية على حساب العرب وفعل ما لا يتمنى أحدهم أن يعود ترامب رئيسا واليوم هو بالفعل يعيش أسوأ لحظاته لأن خصمه هذه المرة ليس في شخص بايدن فقط وإنما في مكتب فيدرالي يقر القانون ويطبقه على أي شخص كان وبات عبرة للعالم بأسره فسبحان من يمسي عزيزا ويصحو ذليلا. [email protected] @ebtesam777