01 نوفمبر 2025

تسجيل

الموازنة بين الرغبات والاحتياجات

14 أغسطس 2022

بدأت الأسر بغزو الأسواق استعدادا للعام الدراسي الجديدة وتسابق الكل لاختيار احتياجات الأبناء بل اضطروا إلى اصطحاب هؤلاء الأبناء حتى الصغار في مرحلة الروضة والتمهيدي لاختيار تلك الاختيار، فلم يعد الحال كالسابق يوم كنا نشتري احتياجات أبنائنا باختيارنا نحن ونعطيهم دون أن يتذمر أحد منهم أو يرفض لون أو شكل الشنطة وغيرها اقول إحدى الأمهات اضطررت لارجاع الشنط لأن التوأم عندي لم تعجبهم الشنط ولا شنط الطعام !! وهذا ليس غريبا، فالطفل أصبح لديه ما يبين لهم أفضل الماركات وأحلاها ويستطيع التمييز ولديه اختيارات كثيرة، والبركة في وسائل التواصل الاجتماعي بالإضافة أن الطفل تعود على شراء احتياجاته من ماركات معينة منذ الصغر وتباهت والدته أمام الجميع أنها قد اختار لأولادها هذه الماركة للشنط والأحذية فلا شك أن هؤلاء الأبناء لن يرضوا بأقل من هذه الماركة. والعجيب أن الجميع يشتكي من ارتفاع أسعار احتياجات الدراسة للطلاب والطالبات، وأن السوق أصبحت أسعاره نار !! ولكن لا يمكن الحكم بذلك لأن هناك محلات وأسواقا تبيع تلك الاحتياجات بأقل الأسعار أو أسعار معقولة وجودة عالية يشهد لها الجميع وهي في متناول كل الفئات بحيث لا ترهق كاهل الأسرة وتضعها في حالة من الضيق والإحباط ويمكن أن يكون الاختيار حسب إمكانية كل أسرة وظروفها فهناك المرتفع السعر الذي لا يتحمله إلا ذو الدخل المرتفع واصحاب العمل ورجال الأعمال والسعر المعقول وفي متناول اليد ومن ماركات جيدة ومعروفة يمكن الاختيار بينها. فنحن من نختار ومن نعود أبناءنا على شراء الماركات فهل من المعقول أن تشتري طالبة في مدرسة إعدادية شنطة وحذاء -أعزكم الله - بالآلاف. للأسف لقد أصبحت المظاهر وحب التفاخر ومحاولة تقليد المشاهير تتحكم في حياتنا وتسيرها بل ووصلت إلى تحديد القوة الشرائية التي يمكنها أن تنافس الجميع في وجودها في محلات الصفوة والماركات، فالكل في سباق والشاطر من يشتري تلك البضاعة التي وصلت الأسواق قبل الآخر ومن أصبح المحظوظ في اقتناء الشنطة التي أصبحت كما يقولون (ليمتد) ! أصبح الكل ينظر ما في أيدي الغير ويريد مجاراته فيما يقتني من كماليات قبل أن تكون ضروريات بل أصبح يعتبرها من الضروريات الأساسية في الحياة ولا يمكن التخلي عنها، لقد أصبحت الفشخرة والمظاهر ظاهرة سلوكية في المجتمع ليس فقط عند الشباب بل الأسر بجميع أفرادها في مختلف المجالات وبغض النظر عن الطبقة التي ينتمي إليها والظروف الذي يعيشها، المهم يبرز ما يحب أن يكون عليه رغم ضعف قدرته المادية ومحدودية راتبه، وبالتالي يضع نفسه في دائرة القروض البنكية فقط لمجاراة وتقليد الغير مما يقوده إلى الحاجة وضيق اليد. اذا لابد للإنسان الموازنة بين رغباته ومتطلبات الحياة الأساسية التي تحتم عليه كيفية الانفاق والتريث قبل شراء احتياجات غير ضرورية بل هناك بديل عنها وبأسعار معقولة تؤدي الهدف المنشود، وتؤيد الأبناء منذ الصغر أن لا يتبعوا رغباتهم في كل وقت وأن الوالدين ليس لديهما الإمكانية لتلبية تلك الرغبات في أوقات معينة وإن هناك أولويات لابد أن يبدأ الإنسان بها ويضع لكل شيء حد حتى لا نضيع الطريق قبل تحقيق الهدف.