19 سبتمبر 2025

تسجيل

مراكز التحفيظ وأدوارها البناءة 

14 أغسطس 2018

تستمد مراكز تحفيظ كتاب الله قيمتها من ميدان حيوي مبارك ، وتقدم للأبناء زادا عظيم النفع طيب الثمر ، بدءا بتعليم المبتدئين قواعد وأصول القراءة العربية الصحيحة ( النورانية ) ، ثم تلاوة القرآن المجيد بالتجويد والترتيل ، وصولا إلى تمام حفظه ، وامتثال تعاليمه السماوية .  إن مراكز تحفيظ القرآن الكريم وهي تستقبل أبناءنا في مثل هذه الأوقات ، فإنما تحيطهم بسياج آمن يحميهم من مخاطر انحراف السلوك والعادات السيئة التي تزيد حدتها وخطورتها أثناء إجازة الصيف ، وتنمي لديهم ملكة الحفظ وقوة الذاكرة وسلامة المعتقد . تلك المراكز المباركة تقدم للأهالي وأولادهم حصانة ومناعة أخلاقية واجتماعية ، خاصة وأن مراكز التحفيظ يقوم عليها إخوة فضلاء ودعاة نبلاء وأساتذة أجلاء ، على قدر عال من العلم والنزاهة والأخلاق العالية ، سعيا في أداء رسالة المسجد العظيمة باعتباره منارة علم ودعوة وتربية ، فالمسجد في ثقافتنا وحضارتنا مدرسة وجامعة وملتقى تشاوري .  ونناشد الآباء حث أبنائهم على الانضمام إلى هذه المراكز الطيبة المباركة ، وندعو إلى تكامل الأدوار بينها وبقية الوسائط التربوية البناءة من مراكز شبابية ونواد وجمعيات النفع العام ، وغيرها من الجهات الناشطة في هذه الميادين الحيوية ، وأن يصاحب برامج التحفيظ ومسابقات الحفظ برامج أخرى مشجعة مثل زيارات بعض المرافق والمعالم السياحية وممارسة بعض الهوايات والمهارات والأنشطة الترفيهية تلبية لمطالب الترويح عن النفس وتجديد النشاط وإضفاء أجواء من المتعة والتسلية بما يستقطب الطلبة الجدد ويزيد من دافعية الاستمرار لدى المنتظمين . مع التوصية بزيادة نسبة المكافآت للمحفظين ، ورفع ميزانية المراكز . وحسنا فعلت وزارة الأوقاف ممثلة بالمشايخ الفضلاء المشرفين على مراكز التحفيظ بتنظيم زيارات لطلبة مراكز التحفيظ إلى بعض معالم ومرافق الدولة السياحية والترفيهية بصحبة ومتابعة المحفظين الكرام ، ومنها مركز ( أسيد بن حضير ) بمنطقة الدفنة ( القطيفية ) ومسؤوله الشيخ حافظ عبد الحليم ، الذي رافق طلابه فتية وشباب المركز ومنهم ابني الحبيب ، إلى الحديقة المائية ( أكوا بارك ) واستمتعوا بأجوائها الجميلة المنعشة ، وعادوا مسرورين ، مع تقديرنا وشكرنا للمشايخ الفضلاء من المراكز الأخرى وما يقوم به مندوب قسم التحفيظ بوزارة الأوقاف الشيخ عمر ناليه ، وأشكر للشيخ خالد الأهدل تواصله الإيجابي وحسن تقديره ، وجزا الله خيرا الإخوة المحفظين الكرام على حرصهم وحسن رعايتهم للأبناء في مثل تلك الرحلات والزيارات .  وفق الله أولادنا إلى حفظ كتابه ونصر بهم الأمة ، فإن جيل القرآن هو جيل النصر الموعود . وقفة تربوية  الحمد لله الذي بلغنا أيامه الفاضلة عشر ذي الحجة ومنزلتها العظيمة ، ومعلوم ما للأعمال الصالحة فيها من أجور وحسنات مضاعفة وثواب جزيل ، وحبذا إطلاق أصوات التكبيرات في الساحات والميادين العامة والمؤسسات الرسمية والأسواق ، اتباعا للسنة الشريفة وتوجيه الناشئة والشباب نحو الاعتزاز بهوية أمتنا وقيمها الأصيلة ، واحتفاء بأيامنا المجيدة وتراثنا العريق .