27 أكتوبر 2025
تسجيلأتطرق اليوم لموضوع الحقد والكراهية كظاهرة مقززة شتت أوصال البشر التي هي أساسا نتاج البشر، انهما الثمنان اللذان ندفعهما كضريبة نجاحنا، قال الفلاسفة والمفكرون والعلماء كثيرا حول موضوع الحقد والكراهية واقربها واقعيا الى هذا الحال ما قاله ابو الحكماء /لقمان الحكيم/ الذي اختصرها بكلمة صغيرة "إن الدنيا بحر عميق وقد غرق فيه أناس كثير فلتكن سفينتك تقوى الله". ونعم بالله، لذا لا تدع صوت الحاقدين يطغى عليك، ستعطيهم القوة حينئذ إذا استمعت إلى ما يقولون، تجاهل تفاهاتهم واستغلها كوقود يدفعك دوماً للأمام، إنهم يكرهونك لأنك تسعى نحو تحقيق أهدافك وتعمل عليها بقوة بطريقة ما، إنهم أعظم أنماط ردود الفعل التي يمكن أن تحصل عليها عندما تعمل بجد وتنجح. الحقد يظهر علنا بمحل النقد، وجل ما في النقد كراهية داخلية انطلقت للخارج، يُعتقد أن الكراهية غالبا علامة على الضعف والحسد والخوف، فالحاقدون يكرهونك لأنك تفعل ما لا يستطيعون وما لا سيفعلون، أو ما هم خائفون منه لدرجة أنهم حتى لا يحاولون، إنهم جزء طبيعي لتطور أعمالك، عندما تبدأ عملاً جديداً سيكون هناك نقاد، وعندما تصبح جيداً بعملك سيكون هناك حاقدون. قدم أحد الحكماء نصيحة فعالة لتجنب الهجوم والكراهيه بقوله: اجلس مكانك وشاهد العالم من حولك. لا تفعل شيئاً. لا تحدد أهدافاً، كن شخصاً عاديا عندها لن تجد أحداً يكرهك أو حتى يفكر في الحكم عليك، لانك أصبحت شخصا غير مرئي، فالحاقدون يمكن أن يشككوا بقدراتك، يمكن أن يهاجمونك، لكنهم لن يستطيعوا أبداً إيقافك، لان قرار التوقف هو قرارك أنت، فالمعادلة الصحيحة تؤكد //ان كثيرا من الكارهين = الكثير من النجاح. في النهاية. الحقد والكراهية لا يخلو منهما أي مجتمع ومعروف انعكاساتهما على المجتمع فاليكم بعض ما استطعت تجميعه من أقوال الحكماء مثال ذلك ما قاله الدكتور مصطفى محمود "الكراهية تكلف أكثر من الحب،لأنها إحساس غير طبيعي، إحساس عكسي مثل حركة الأجسام ضد جاذبية الأرض، تحتاج إلى قوة إضافية وتستهلك وقوداً أكثر" وايضا ما قاله المناضل السياسي نيلسون ما نديلا "لا يوجد إنسان ولد يكره إنسانا آخر بسبب لون بشرته أو أصله أو دينه، الناس تعلمت الكراهية، وإذا كان بالإمكان تعليمهم الكراهية إذاً بإمكاننا تعليمهم الحب، خاصة أن الحب أقرب لقلب الإنسان من الكراهية" ويزكيه مارثن لوثر كينج بقوله "لا يمكن طرد الظلام بالظلام، الضوء الوحيد هو الذي يمكن القيام به، لا يمكن للكراهية أن تطرد الكراهية الحب فقط، يمكن أن يفعل ذلك" من حكمائنا العرب الشاعر الرائع نزار قباني حين قال "هزمنا.. وما زلنا شتات قبائل تعيش على الحقد الدفين وتثأر" وقول شاعرنا الكبير احمد شوقي "أعمى هوى الوطنِ العزيزِ عصابةً.. مُستهترينَ، إلى الجرائمِ ساروا، يا سوءَ سُنَّتِهم وقُبحَ غُلوِّهمْ.. إنّ العقائدَ بالغُلُوِّ تُضارُ، والحقُّ أرفعُ مِلَّةً وقضيّةً.. من أن يكونَ رسولَه الإضرارُ، أُخذتْ بذنبهمِ البلادُ". قال تعالى "كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ" وقال رسولنا الكريم "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه" فلماذا كل هذا الحقد والكره بينكم يا أمة محمد وسلامتكم.