17 سبتمبر 2025

تسجيل

من غزة المحررة إلى الأقصى الأسير

14 أغسطس 2014

يوما بعد يوم تسطر غزة الأبية سجلا مشرفا في مسيرة التضحية والعزة والإباء، ونحن نسمع ونشاهد جحافل العدو الصهيوني ومن انضوى تحت لوائه من قوى الشر والطغيان وهم يعجزون عن قهر إرادة شعب محاصر لاقى من صنوف البغي والتجويع والتنكيل ما لا تصمد معه دولة بكامل عدتها وعتادها وما ذاك إلا بتوفيق الله وعزيمة اهالي غزة الاحرار الشرفاء وصمود جنودها البواسل في ارض المعركة دفاعا عن الدين والعرض والارض في بطولة ابهرت العالم رغم الفارق الكبير بين الفريقين، مما اجبر الجيش الصهيوني العرمرم على سحب قواته البرية المحاطة بهالة ثبت زيفها على ايدي المجاهدين الأماجد ثم يضطر الى تغيير مواقعه والتراجع الى الوراء بعد ان لقنه أبطال حماس والجهاد واخوانهم ألوانا من التأديب العملي الذي لم يظنوا انهم ذائقوه من اي عربي او مسلم رغم ما اصاب اهلنا هناك من قتل وتشريد وهدم وبلاء لكنهم صامدون لانهم ادركوا انهم منتصرون فغاية المسلم بين نصر وشهادة فكيف بمن جمع بين الاثنين بتأييد المنتصر الجبار عز وجل، صواريخ واسلحة محلية الصنع تنطلق من غزة المحاصرة المكبلة لتقذف الرعب في نفوس بني صهيون قبل ان توقعهم صرعى وجرحى وتزلزل عروشهم الشامخة، وتشل طيرانهم المدني بينما تقصف طائراتهم الحربية نساء واطفال غزة لصناعة نصر مزيف.. وقد اشرت سابقا الى ان تلك الخسة والنذالة طباع متأصلة في جينات اليهود ولن تثني اهلنا في غزة عن إدراك غايتهم السامية المقدسة وتحقيق نصر تفخر به أمتنا وأجيالها على مر العصور.. وقد وجهت غزة الابية الصامدة خطابها المقدس للاقصى المبارك بان اهالي غزة وجنودها البواسل قادمون اليك يا اقصانا مهما كان الثمن أو طال بنا الزمن، وارهاصات هذا النصر قد بدأت بالفعل حينما استنجد الصهاينة المعتدون بعصبة التآمر وجاؤوا يطلبون هدنة إثر اخرى لتكشف وجوه ثلاثة، شريف صاحب حق مدافع عن ارضه وعرضه، ومخادع متعنت ناقض للعهود منتهك للمواثيق والحرمات، ومتواطئ يطلب ود العدو ويتآمر معه على اصحاب الحق.. والشرفاء الصادقون يختصرون المسافات والجهود والاهداف بلغة السلاح ومقارعة الاعداء في الميدان اذ لا وسيلة اجدى وامضى من ذلك مع العدو الغاصب، واخوة الجهاد المقدس يثخنون في عدو الله قتلا وأسرا وتدميرا للمدرعات والعربات المحصنة وتصرخ حقيقة مؤلمة ان من يجب ان يقفوا مع اخوانهم في وجه العدو الغاشم هم من يسخرون للعدو السبل ويمهدون له طريق احتلال البلدة المحررة الوحيدة في ارض الشام المباركة ولكن هيهات لهم ذلك، فقد سقطت الاقنعة وشاهت الوجوه وانتفضت الشعوب ودنت ساعة الحسم، فكبروا بصوت مجلجل يهز عروش الطغاة.. الله اكبر والعزة لله ومن غزة يأتي النصر مهما تكالبت الأعداء او تتآمر العملاء.