16 سبتمبر 2025

تسجيل

شكراً غيـس

14 يوليو 2020

حينما يقام الأذان في بلاد المسلمين فهذا شيء طبيعي، لأن العكس هو الشيء الذي يمكن أن نستغرب له، لكن حينما نسمع الأذان يصدح من على رؤوس الكنائس في بلاد منعت المآذن من أن تزين المساجد خشية أن تشوه المنظر العام لها وتسحب عقول الشعب للتفكر بقيمة هذه المآذن للمسلمين فماذا يمكن أن نقول حينها؟!. هذا ما فعله مواطن سويسري يدعى "غيس" دأب منذ عام 2007 على الدفاع عن حقوق المسلمين في إقامة شعائرهم الدينية كاملة وبناء المآذن للمساجد كما هي العادة في إنشائها، فكان يتسلق أعلى الكنائس ويضع مكبرات صوت ذات ترددات عالية وعوضاً عن سماع الأجراس وتراتيل المصلين المسيحيين ينطلق صوت (الله أكبر الله أكبر أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمداً رسول الله) يعم المكان والساحات وتشرئب الأعناق إلى أعلى الكنائس وعيونها تملأها الدهشة من أين ينطلق صوت الحق وكيف تحول صوت الأجراس إلى شهادة بأن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله؟!.. (كفو والله)، لعل هذه هي الكلمة التي عبرت بها فور رؤيتي للفيلم الذي وثق "غيس" خطواته الجريئة به وكأنه يقول للمسلمين الذين استكانوا لقرار الحكومة السويسرية بمنع بناء المآذن على قمم المساجد إنه أشد إسلاماً منهم وأشد غيرة منهم وأشد جرأة منهم وإن الذي يجري في عروقه دم لا يخالطه نفاق ولا ضعف.. ألا نستحي ولو قليلاً؟!. هناك من يدافع عن ديننا وهو من غير ملتنا بينما بيننا من استنكر قرار المحكمة التركية بإعادة كنيسة آيا صوفيا إلى مسجد بعد أن كان متحفاً ومزاراً سياحياً بارزاً في عمق مدينة إسطنبول العريقة ولا يزال ذباب السعودية وخبثاء أبوظبي يستصغرون هذه الخطوة التي أفرحت ملايين المسلمين حتى وصل بهم الحال لأن ينشروا صورا مرسومة للرئيس التركي أردوغان وهو باللباس الذي تظهر عليه المسلسلات التركية التي تصور حقبة العصر العثماني في إشارة لما بات عليه هذا الرجل اليوم في إظهار الرياء بحب المسلمين وصنع شهرة له وسط مليار ونصف المليار مسلم فماذا فعلوا هم لخدمة الإسلام والمسلمين إن كانوا يرون أن تحويل كنيسة مسيحية إلى مسجد إسلامي لا يعد شيئا؟!. ففي الوقت الذي كانت مئذنة آيا صوفيا تستعد للتكبير والصدح بالأذان كانت المدينة المنورة المشرفة وهي مدينة الرسول عليه الصلاة والسلام وتحديدا في محافظة العلا تضم عارضات أزياء أمريكيات بملابس فاضحة وفاحشة يلتقطن صوراً لمجلة فوغ الأمريكية المتخصصة في عالم الأزياء فهل رغبوا في تغطية فضائحهم التي لم تنته منذ تواجد صهيوني في رحاب المسجد النبوي وتفاخره بالصهيونية من وسط الحرم باستنكار فضائل تركيا التي تؤكد في كل وقت أنها لخدمة الإسلام الذي باتت مملكة الحرمين تهجره شيئاً فشيئاً وإن ضمت بيت الله الذي بتنا نخشى على قدسيته من أن يمسه شيء ما كما كان يوم أن اقتحم حرمه ولي العهد السعودي فأوقف الطواف ودخل وسط حرسه المدجج بالسلاح ثم اعتلى سطح الكعبة بكل غرور وكبر وكأن كل هذا يدخل ضمن ملكية آل سعود الخاصة والعياذ بالله. ولذا بات من المعتاد أن نرى الغرب يخدم إسلامنا بدون مقابل لإيمانه بقضية هذا الدين المستهدف من حكومات العالم المعادية له ومنهم من أهله للأسف أو من المحسوبين عليه مثل حكومات الإمارات والسعودية التي باتت تفعل كل من شأنه أن يقلل من قيمة هذا الدين في تحول غريب وعجيب للعلمانية التي تنكر كل قيم وأُطر الإسلام التي تحدد حياة كل مسلم فلا عجب أن يخدم "غيس" إسلامنا بكل صلابة في الوقت الذي يهدمه "مبس ومبز" بكل صلافة!. @[email protected] @ebtesam777