26 أكتوبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); دولنا تجرّ جرا لاستعداء من هم ليسوا بأعدائها، بل يركبون معنا في نفس القارب. كان من الغريب مثلا الهجوم على الشيخ القرضاوي، بعد استقباله بأيام كضيف في الحرم المكي من خادم الحرمين الشريفين!لماذا نبذر بذور العداء مع علماء أجلاء كانت لهم مواقف مشرفة مع دول الخليج. ومن منا ينسى موقف الشيخ القرضاوي في فتنة البحرين الطائفية وكيف وقف دفاعا عن البحرين وشرعيتها. من منا ينسى برامجه التي كانت تبث في الدوحة وأبوظبي.من منا ينسى علاقاته الخاصة بالشيخ عيسى بن سلمان أمير البحرين الراحل عليه رحمة الله.فبركوا فيلما ضد الشيخ القرضاوي، وبأنه مع تفجير الآمنين امتثالا لأمر (الجماعة)، والجميع يعلم بحقيقة فتواه في العمليات الاستشهادية الخاصة بالجهاد في فلسطين، وهي نفس الفتوى التي قال بها الشيخ بن باز عليه رحمة الله (الفتوى مسجلة)، وعلماء كثر آخرون.ما إن انتهى موضوع الشيخ القرضاوي حتى استغربنا هجوما غير مبرر على حماس، والجميع يعلم بأن رماحها موجهة ضد العدو الصهيوني، وأنها تقف قلبا وقالبا مع قضايا الأمة في سوريا واليمن وقبلهما البحرين.غزة التي تخلى عنها العرب، ومنهم من تآمر على أهلها ليُدفنوا أحياء، ثم يخرج علينا من يستنكر على حماس أكل الميتة؟!حماس أخذت من إيران لتطعم شعبها لكنها لم تبع شرفها ولا دينها ولا أمتها ولا بموقف واحد على الأرض، سوى تصريحات غير مسؤولة لأحد قادتها تم الرد عليها، في مقابل أناس آخرين باعوا شرفهم ودينهم وضميرهم بلا ثمن؟!هل سأل العرب أنفسهم لماذا ذهبت حماس إلى إيران؟ لن يسألوا لأن الجواب أنّا طردناهم وردّدنا مع الصهاينة ما قاله قوم لوط لنبيهم ومن آمن معه: "أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون".العجيب الغريب أن الهجوم على حماس يأتي بعد الاستقبال المتكرر لخالد مشعل في المملكة العربية السعودية، فهل السعودية تبني البنيان وترص الصفوف لمواجهة العدو الصفوي، وغيرها يهدم ما يُبنى ويصنع لخليجنا العربي أعداء، هم ليسوا بأعداء؟!حتى أردوغان وتركيا باتوا يحاربون، فقط لأن هناك من يوجه السهام إليهم من الحاقدين والكارهين، بينما الجميع يعلم العلاقة الخاصة التي بناها أردوغان مع السعودية مؤخرا.هناك من يريد لدولنا أن تقطع كل حبال قوتها ليبقى العدو متفرغا لنا دولة دولة، يفوجّنا في حظيرته كما يشاء.تركيا لأمتنا سند، وحماس لن ترمي بسهامها إلا على أعداء الأقصى والقدس والذين يتاجرون بقضية فلسطين في كل شاردة وواردة!من يحارب تركيا لعداء شخصي أو قصور في السياسة الشرعية فعليه أن يقرأ شروط صلح الحديبية وكيف رضي بها سَيّد البشر عليه الصلاة والسلام.ومن يعادي حماس فقط لأنها تتلقى دعما من إيران، بخلت به دولنا على أهل غزة لينقذوا أهلها ويطعموهم، فليقرأ حكاية الصحابي الجليل عبدالله بن حذافة السهمي الذي رضي بتقبيل رأس ملك الروم على أن يخلي أسرى المسلمين.ولما رجع قال له ابن الخطاب كلمته المشهورة: "حق على كل مسلم أن يقبل رأس عبد الله بن حذافة .. وأنا أبدأ بذلك". كل من ذكرتهم ليسوا ملوكا، فلهم ما لهم وعليهم ما عليهم، لكن أن تجر دولنا لشيطنة القريبين منها، وموالاة أعدائها، فهذا أمر يحتاج إلى يقظة، لأن من يرقص على ذلك العداء وتلك الشيطنة إنما يفكر بنفسه ومصالح من يدفع له، وهم بعيدون جدا عن مصالح هذه الأمة وما يكاد لها، وما يفعلونه هو إغراق القارب الذي يحملنا بمن فيه.