11 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); قال تعالى: (واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض، فأصبح هشيما تذروه الرياح ، وكان الله على كل شيء مقتدرا ) الكهف (46) الفاء في قوله تعالى:(فاختلط ...و فأصبح) تدل على قصر مدة نضارة النبات وجماله، ثم لا يلبث أن يصبح هشيما تذروه الرياح؛ كذلك الحياة الدنيا للمتعلقين بها، تبدو جميلة عزيزة ثم لا تلبث أن ينزل بهم الموت، فكأنها لم تكن شـيئا وقد صور ابن نويرة قصر الحياة فقال يرثى أخاه : وكنا كنداما جذيمة حقبة *** من الدهر قبل أن يتصــــدع فلما تفرقنا كأني ومالكا *** لطول اجتماع لم نبت ليلة معا ومثل الآية السابقة قوله تعالى في سورة يونس : ( إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض مما يأكل الناس والأنعام، حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت، وظن أهلها أنهم قادرون عليها، أتاها أمرنا ليلا أو نهارا كأن لم تغن بالأمس، كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون) يونس (24) قوله تعالى : ( المال والبنون زينة الحياة الدنيا ، والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخيرا أملا ) الكهف (47)، إن في المال جمال ونفع، وفي الأبناء قوة ودفع، وقدم – سبحانه- المال على الأبناء لأنه زينة بهم وبدونهم .. أما الأبناء بدون المال فلا !! ومع ذلك فإن أقدار الرجال عند الله عز وجل إنما توزن بالإيمان والعمل الصالح، قال تعالى : (إن أكرمكم عند الله أتقاكم، إن الله عليم خبير) الحجرات (من الآية 13) ، لذلك جاء التعقيب : (والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا) ، ما هي الباقيات الصالحات؟ ساق العلامة ابن كثير- رحمه الله- جملة من الآثار منها: - عن ابن عباس رضي الله عنهما وغير واحد من السلف، أن الباقيات الصالحات هي الصلوات الخمس، - وقال سعيد بن جبير وعطاء عن ابن عباس أيضا: أن الباقيات الصالحات هي : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله و الله أكبر ، - والحقيقة كما حقق بعض العلماء أن الباقيات الصالحات لفظ عام يشمل كل عمل صالح يرضي الله جل جلاله، ويدخل فيه دخولا أوليا الصلوات الخمس وغيرها مما ذكره المفسرون، - وسميت الباقيات الصالحات بذلك لأنها هي التي تبقى لصاحبها غير زائلة ولا فانية ، بخلاف زينة الحياة الدنيا الفانية.