11 سبتمبر 2025
تسجيلتقف كلماتي قليلًا قبل البدء بالحديث عنكِ... أمي هي أقوى من الجبال الراسيات الشامخات، أمي إنسانة رقيقة وقوية حنونة وعصامية، أمي المرأة التي دائمًا أدعو الله أن يُطيل بعمرها فأرد لها جزءا قليلا من دينها عليَّ، أمي ليست كباقي النساء، فأمي اجتمعت فيها قوة عظيمة من الله حتى تكون بهذه القوة الصامدة والثابتة أمي لا شيء في العالم يُقارن بقوتها، لا أتحدث عن القوة الجسدية وإنما القوة الفكرية والنفسية، هي من أسقتني أملًا وحُلمًا وحياة كاملة فكانت لي عقلي الذي يُفكر وقلمي الذي يكتب وحُلمي الذي يُنجز ودوائي حين الألم وبصري حين قل نظري وثمرات حصادي حينما قل زرعي، أمي هي من أسقتني حلاوة الحياة برغم صعوبتها فدائمًا تجلس معي وتسمع محاورتي ونقاشاتي دون أي ملل فتُشجعني وتُخاطبني وهي تبتسم ابتسامة فخر ونصر لابنتها فتقول ستصلين للمكان الذي اجتهدتي وقاومتي من أجله فأنتِ بدأتي مسيرة عظيمة وكبيرة وأصبحتي مثالًا يقتدي به الأجيال الكبير قبل الصغير فسأرى يومًا طفلتي الصغيرة التي كانت ترسم أحلامها أصبحت تسير بوسطها وهي تضع لمساتها المميزة، أرى جمال لمعة عينيكِ اللتين يشع منهما بريق لمعان الفخر بي وأشعر بخوفك تجاهي بنفس الوقت أشعر بارتباك مشاعرك لجهول وضعي وتخبط صحتي وضياع بعض النقط ولكن يكفيني بأن أراكِ سعيدة وفخورة بكوني ابنتك وأحد إنجازاتك بالحياة، يكفيني فخرًا أمام العالم بأنني ابنة امرأة لا تعترف بشيء يسمى «الاستسلام» أو»الانهزام» فأنتِ المُناضلة والمُحاربة أمام تحديات الحياة واختبارات الله عز وجل فأنتِ رمز للاعتزاز والفخر والشرف لِما قدمتيه لنا وضحيتي تجاهه من أجلنا، أنتِ من شد بيدي لأستمر في الحياة فأواكب تطور ذاتي ونمو مجالاتي وإبداع حبر قلمي وإنهاء تعليمي الجامعي لأقدم لحياة جديدة فأزرع بذورا لأهداف جديدة مُقبلة على عالمي الجديد؛ الحمد لله الذي جعلكِ أمي من بين الأمهات فساندتي ابنتك ورافقتي أولى خطواتها نحو ظهور نجاحها وإبداع تميزها؛ فقلتي عنها: ابنتي أسماء هي إنسانة قوية وطموحة استطاعات أن تُحفز نفسها وتجتاز الصعاب لوحدها وتقاوم جميع صعوبة الأحداث لتصل لحلمها هي من علمت نفسها معنى النجاح ودربت ذاتها روحيًا وفكريًا على الإصرار والإرادة فصنعت طريقها ورسمت سلم نجاحها ودروب تميزها فرغم حرصنا وخوفنا الشديد على ابنتنا جعلها تكون أقوى تجاه نفسها ومواجهة المجتمع بثقة دون خجل أو خوف من نظرة العالم واليوم ها هي صغيرتي استطاعت أن تتعلم وتنهي تعليمها وتخوض تجارب بشتى المجالات العملية والعلمية والفنونية.. والدتي ساندتني كثيرًا ودائمًا تقفين بجانبي فتكونين أول الحضور لإنجازاتي وتُصفقين لي عندما أخطو خطوة جديدة فأتميز بها، اليوم يأتي دوري فأدعو الله أن أرد لكِ جزءا من دينك فأكون دائمًا بجانبك وأول من يفخر بكِ لتميزك بحفظ كتاب الله الكريم ومُجاهدة نفسك رغم كثرة مشاغل الحياة إلا أنك التزمتي الاستمرار في أعظم طريق فإرادتك هذه هي من جعلت لديك أبناء يملكون الإرادة والقوة معًا.. شكرًا لكونك والدتي وأختي وابنتي وصديقتي ومُعلمتي ومُلهمتي الأولى والأخيره؛ أطال الله في عمرك ورزقك صحة البدن وعافية الجسد وحُسن الخاتمة.. غاليتي والدتي.