18 سبتمبر 2025
تسجيلتستمتع حفيدتي كثيراً باللعب مع صديقاتها في روضتها، واستمتع بزيارتها من وقت لآخر، وفي كثير من الأحيان تتأخر الزيارة بسبب مرضها المتكرر عندما تذهب لروضتها. فهي تواجه مشكلة متكررة ومحبطة، فقد تمرض شهرياً بسبب انتقال العدوى. فتضطر للبقاء في المنزل وتفقد الكثير من وقت التعلم واللعب والاستكشاف. ليست هي الطفلة الوحيدة التي تتغيب عن روضتها بسبب انتقال العدوى لها، والتي قد تكون بسبب تلوث الهواء، فكثير من الأمهات تشتكي لنفس السبب، وهو تكرار مرض طفلها سواء كان ملتحقاً بروضة أو مدرسة. كلنا يعرف أن روضات الأطفال بيئة مهمة لتعليمهم وتطويرهم في المرحلة الأولى من حياتهم. وواحدة من أبرز العوامل التي تؤثر على صحة وراحة الأطفال هي جودة الهواء الداخلي في تلك الروضات. حيث يقضي الأطفال ساعات طويلة داخل الروضة، وبالتالي فإن التعرض المستمر لهواء ملوث محمل بالبكتيريا والفيروسات، دون أخذ إجراءات لمنع العدوى وتنقية وتجديد الهواء، سوف يؤثر سلبًا على صحتهم ونموهم. وبصفتي مستشاراً للصحة البيئية أقدم لكم في هذا المقال بعض الاقتراحات التي يمكن اعتمادها في الروضات. تؤثر جودة الهواء الداخلي في الروضات على صحة الأطفال بعدة طرق. أولاً، الأطفال يتنفسون بشكل أسرع من البالغين، وبالتالي فإنهم يتعرضون لمزيد من الهواء الملوث. إذا كان الهواء المتواجد في الروضة يحتوي على ملوثات مثل الغبار والبكتيريا والعفن والمواد الكيميائية الضارة، فقد يزيد من خطر الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي والحساسية لدى الأطفال. ثانيًا، الأطفال في الروضات يقضون وقتًا طويلاً في الأماكن المغلقة. وقد تكون المباني المستخدمة كروضات قديمة وتفتقر إلى تهوية جيدة، مما يؤدي إلى تراكم الهواء الملوثات والرطوبة. وهذا الوضع قد يؤدي إلى ظهور مشاكل صحية مثل تهيج العيون والجلد، وازدياد نسبة الأمراض المنقولة بالهواء مثل نزلات البرد والأنفلونزا. لذا، من الضروري اتخاذ إجراءات لتحسين جودة الهواء الداخلي في الروضات، والتي من أهمها: تحسين نظام التهوية لزيادة تدوير الهواء وتجديده. ويمكن تثبيت مرشحات هواء عالية الكفاءة لتنقية الهواء من الشوائب والملوثات الجوية. كما يجب فحص وصيانة الأنظمة بشكل دوري لضمان عملها بكفاءة. وتوفير التهوية المناسبة عامل مهم، ويمكن استخدام مراوح أو فتحات التهوية لتدوير الهواء وتجديده بشكل منتظم في حالة عدم وجود أنظمة تهوية وتبريد مركزية. ويُفضل فتح النوافذ للسماح بتدفق الهواء النقي إذا سمحت ظروف السلامة بذلك. يمكن كذلك تطبيق إجراءات النظافة الصحية لتعزيز النظافة في الروضة من خلال تعليم الأطفال والمعلمين طرق صحيحة لغسل الأيدي وتغطية الفم والأنف عند العطس والسعال. وإدخال برامج تثقيفية تعلم الأطفال الممارسات الجيدة للنظافة الشخصية والوقاية من العدوى. وينصح كذلك باستخدام منظفات ومواد آمنة خالية من الكيماويات الضارة في الروضة. ويجب تجنب المنظفات القوية التي يمكن أن تسبب تلوث الهواء وتهيج الجهاز التنفسي. ويُفضل استخدام منتجات تنظيف طبيعية وغير سامة. في الختام، لا يمكن الاستهانة بأهمية جودة الهواء الداخلي في الروضات. وتحسين جودة الهواء الداخلي ليست مهمة صعبة أو معقدة، ولكنها تحتاج إلى التوعية والتعاون المشترك بين جميع الأطراف المعنية. من خلال اتخاذ إجراءات بسيطة وتطبيق السلوكيات الصحية، يمكننا جميعًا خلق بيئة صحية وآمنة لأطفالنا وتحقيق تجربة تعليمية إيجابية في الروضة. لذا، يجب على المسؤولين وأولياء الأمور والمعلمين أن يعملوا سويًا لتحسين جودة الهواء الداخلي في الروضات، حتى يتمكن أطفالنا من الاستمتاع بالتعلم والتفاعل مع اصدقائهم دون القلق من الإصابة بالعدوى. لذا، دعونا نتحرك جميعًا نحو تحسين جودة الهواء الداخلي في الروضات والعمل لصالح صحة وسعادة الأطفال. ودعواتي بالسلامة لكل الاحفاد والاستمتاع بالأوقات مع الجدات.