15 سبتمبر 2025

تسجيل

الانتخابات الأمريكية

14 يونيو 2020

ترامب هل يبقى أم يرحل ؟! في رأيي الخاص والمتواضع أن ترامب سيبقى رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية سواء رحل فستكون صفته رئيسا سابقا، أم ظل في سدة البيت الأبيض وبقي رئيسا حاليا له، ولكن السؤال الأهم هل سيبقى هذا الرجل الذي لم يمر في سلسلة رؤساء أمريكا رئيسا مثله، أم يرحل ويكفي الأمريكيين عبء انتخابه للمرة الثانية واستمرار حالة البلاد في مظاهرات أشبه بالحرب الأهلية المتصاعدة ؟!. معظم المؤشرات حتى الآن تؤكد أن الرجل في طريقه لمغادرة البيت الأبيض لا سيما بعد ثورة جورج فلويد والتي كانت آخر الأغطية التي كشفت عن مدى العنصرية العرقية التي يعانيها بعض فئات الشعب الأمريكي والذي يمكن وصفها بالأقليات من حيث اللون والعرق في بلد من المفترض أنه بلد الحريات وحقوق الإنسان والذي طالما عاب على الدول العربية كبتها للحريات الفردية ومعاملة الشخص بحسب لونه وأصله وجذور عائلته ومنع المظاهرات السلمية التي تعبر عن رأي الشعب فإذا الأمر أشد مرارة في الولايات المتحدة ولعل هذه المظاهرات التي اشترك فيها الجميع أبيض وأسود وأصفر ومن كل الأعراق والأعمار وحدثت فيها أعمال تخريبية ومدمرة لم تستطع الشرطة وقوات الحرس الوطني الذي أمر ترامب بإنزاله لوقف كل مظاهر الشغب الفوضوي الذي ساد البلاد بكافة ولاياته ومحافظاته ومدنه قد تكون هي القشة التي ستقصم ظهر الرئيس بعد أن تجاهل كل التوتر العرقي الذي يخل بنظام الأمن والشرطة في بلاده وصب كل اهتمامه بوقف هذه التظاهرات التي لحقها تخريب واسع في شتى أنحاء البلاد ولا يكاد أي محل من المحلات الكبرى ذائعة الصيت إلا وتعرض لنهب وسلب وتدمير من المتظاهرين الذين خرجوا غضبا لمقتل جورج فلويد المواطن الأمريكي صاحب البشرة السوداء الذي تم استدعاء الشرطة له من قبل صاحب محل شك في أن فلويد قدم له ورقة نقدية من فئة العشرين دولارا مزورة ليبطحه الشرطي أرضا ويرمي بثقل ركبته على عنقه ورغم محاولة فلويد إخبار الشرطي الذي بدا مرتاحا في وضعيته القاتلة تلك أنه لا يستطيع أن يتنفس ووقوع تفاصيل هذا المشهد المروع تحت أنظار العامة وعدسة هاتف أحد المارة الذي سارع لنشر المقطع على نطاق واسع متزامنا مع إعلان وفاة فلويد في وضعيته المؤسفة هذه ولتنفجر أمريكا عن بكرة أبيها ويضطر ترامب في إجراء يحدث لأول مرة في تاريخ الولايات المتحدة إلى الأمر بإغلاق مصابيح البيت الأبيض بعد أن وصل المحتجون إلى أسواره العالية مهاجمين ومنددين بالرئيس في مشهد جعل حتى مناصريه يبتعدون عنه ومنهم أكبر داعميه في مجلس الشيوخ ذي الأغلبية الجمهورية الذين وعدوا بانتخاب ( بايدن ) منافسه في الانتخابات الرئاسية القادمة والتي كان ترامب يمني النفس بالفوز بها وتمديد عهد رئاسته إلى أربع سنوات أخرى يواصل فيه سياسته التي تتعارض مع معظم الأعراف والقرارات الدولية أو علاقات بلاده الوثيقة مع دول أوروبية وآسيوية وعربية للأسف ولكن وعلى ما يبدو فإن ترامب سيصحو يوم 23 يونيو الجاري على مصيبة تبدو أشد وقعا من سابقاتها بعد أن تعهد مستشار الأمن القومي السابق( جون بولتون ) بإصدار كتاب يشمل تجاوزات ترامب التي تتعدى قضية ( أوكرانيا ) التي تعرض فيها ترامب للمساءلة وخرج منها سالما آنذاك في محاولة توريط بايدن فيها ويحاول بولتون في هذا الكتاب إضافة عنصر التشويق بالترويج له أنه الكتاب الذي لا يريد ترامب لأحد من الشعب الأمريكي الاطلاع عليه وقراءته لتضمنه ملفات مصنفة على أنها سرية للغاية وتحذير محامو الرئيس لبولتون من المجازفة بنشرها لكن الظاهر أن دار النشر الأمريكية التي يملكها سايمون وشستر على استعداد لإصدار الكتاب الذي يحمل عنوانا جذابا ( الغرفة التي حدث فيها ) في إشارة لسرية ما يمكن أن يكشفه الكتاب الذي سيكون تحديا جديدا سيواجه ترامب الغارق اليوم في أمنياته التي تمضي به لسنوات أربع قادمة جديدة فهل سيكون رابحا ومن أكبر الخاسرين إذا ما ترجل من أعلى عرش لأقوى بلد في العالم. ‏[email protected] ‏@ebtesam777