12 سبتمبر 2025

تسجيل

سياسة قطر .. التنمية المستدامة وليس المساعدات المشروطة

14 يونيو 2018

الدعم القطري للأشقاء يساهم في تعزيز أمن واستقرار المجتمعات الواجب هو ما يدفع الدوحة لتقديم الدعم وليس المساومات والابتزاز السياسي سياسة قطر تركز على الدعم التنموي المستدام باعتبارها حلاً جذرياًّ للأزمات مليارا دولار سنوياًّ دعماً ومساعدات قطرية للدول الشقيقة والصديقة دون اجتماعات، أو مساومات على مقابل أو ابتزاز سياسي، جاء إعلان دولة قطر أمس بالوقوف إلى جانب المملكة الأردنية الهاشمية في ظلّ الظروف والتحديات الاقتصادية الصعبة التي تمرّ بها المملكة، وذلك انطلاقا من العلاقات الأخوية التاريخية الوطيدة بين البلدين الشقيقين.  وهذا الموقف، ليس مستغربا من دولة قطر التي ظلت تؤكد على الدوام التزامها الثابت ووفاءها بواجبها القومي والإسلامي تجاه الدول العربية الشقيقة وشعوبها. وفي هذا السياق، كانت توجيهات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، حفظه الله، والمستمدة من مبادئ دولة قطر الراسخة وقيمها العربية الأصيلة، بتوفير 10 آلاف فرصة عمل في دولة قطر لشباب وشابات المملكة الأردنية الهاشمية بالإضافة إلى استثمار 500 مليون دولار في مشاريع البنية التحتية والسياحة في الأردن الأمر الذي من شأنه إنعاش الاقتصاد الأردني والمساهمة في تنميته بشكل مستدام.  وقد قام بنقل رسالة صاحب السمو إلى أخيه جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية، سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية خلال استقبال جلالة ملك الأردن له أمس. إن طبيعة المساعدات القطرية، لا تقتصر فقط على الإغاثة العاجلة في أوقات الطوارئ، بل هي تتعدى ذلك من خلال التركيز بشكل أساسي على برامج إعادة الإعمار ودعم مشاريع التنمية المستدامة، مثل مشاريع الصحة والتعليم وغيرها، باعتبارها تقدم حلولا علمية وعملية جذرية للأزمات. وبالطبع فإن الدعم القطري الذي جرى الإعلان عنه أمس للأردن، سيوفر حراكا لعجلة الاقتصاد والاستثمار، وفرصا استثمارية مباشرة وغير مباشرة، سواء خلال فترة تنفيذ  المشروعات الاستثمارية المقترحة للبنية التحتية والمشروعات السياحية، أو بعد دخولها مرحلة تقديم الخدمات أو الإنتاج، كما توفر فرصا للعمل أمام الشباب الأردني، وهي مشروعات ذات طبيعة مستدامة وتركز على دعم فئة الشباب الذين هم أمل المستقبل والقوة الدافعة للإنتاج كما أثبتت تجارب عدد من الاقتصادات الصاعدة. إن الدعم القطري للأشقاء، يساهم بشكل كبير في تعزيز الأمن والاستقرار في المجتمعات المختلفة. وفي هذا الإطار فإن الأردن ليس استثناء، فقد استفادت أكثر من 100 دولة في مختلف قارات العالم، من الدعم والمساعدات القطرية خلال الفترة القصيرة الماضية. ولا يقتصر الدعم القطري الإنساني والإنمائي على الجوار الجغرافي الإقليمي العربي والإسلامي، بل يشمل أيضا مناطق جغرافية بعيدة ومتعددة حول العالم. ويصل الدعم الخارجي القطري في مجال المساعدات التنموية في الدول النامية وخاصةً بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومناطق الصراعات حول العالم إلى نحو ملياري دولار أمريكي في المتوسط سنوياً. ومن غزة في فلسطين مرورا بدارفور بالسودان وإلى لبنان والصومال، قدمت دولة قطر نماذج باهرة للدعم التنموي الذي ساهم في دفع الأمن والاستقرار في تلك المناطق، وفي المساهمة المعترف بها، في تعزيز السلم والأمن الدوليين.  ففي غزة ولبنان تبقى مشاريع إعادة الإعمار الكبرى هناك شاهدة على ما تقدمه قطر للأشقاء .. وفي السودان، حيث ترعى دولة قطر عملية السلام الشامل في دارفور، ساهمت مشروعات التنمية وتوطين النازحين وعشرات من قرى السلام التي جرى تشييدها في عملية بناء السلام والاستقرار.     ولا يتوقف الدور الرائد للدولة، كعضو فاعل ومسؤول في المجتمع الدولي، عند هذا الحد، بل تساهم في التصدي لجذور مشكلة التطرف وخطر الإرهاب، من خلال مشاريع ومبادرات كان لها الفضل في توفير حلول بديلة ومبتكرة لإبعاد الشباب والأطفال عن بيئة اليأس التي تقود للتطرف، إلى رحاب الأمل في مستقبل أفضل. وقد لقيت مبادرات مثل برنامج "علم طفلاً" الذي ترعاه  صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر رئيس مجلس إدارة مؤسسة التعليم فوق الجميع، إشادات غير مسبوقة من المجتمع الدولي بعد نجاح البرنامج في إعادة إلحاق 10 ملايين طفل، ينتمون لأكثر مجتمعات العالم تهميشاً وضعفاً، وقد نزح معظمهم بسبب الصراعات، بالمدارس.  كما ينظر العالم بالكثير من التقدير لمبادرة صلتك التي تتصدى للأزمة المتفاقمة للبطالة بين جيل الشباب في العالم العربي وذلك من خلال توفير فرص العمل للشباب والنساء، للتقليل من حدة الفقر وتعزيز التماسك الاجتماعي والاستقرار ودعم السلام الدائم وإبعاد الشباب اليائس عن خطر الوقوع في براثن التطرف. وتلتزم قطر على الدوام بتقديم الدعم الاقتصادي والسياسي والدبلوماسي لتحقيق هدف أصيل هو ضمان التنمية المستدامة في الدول الشقيقة، لذا كانت برامج العون القطري ثابتة ومستمرة وبلا شروط، وتنسجم مع الموقف القطري بدعم مشروعات البنية التحتية والارتقاء بالتعليم وترقية الخدمات الصحية في كثير من الدول .  لقد أثبتت قطر في المحافل الدولية أن محاربة الإرهاب لا تتحقق إلا بضمان العدالة الاقتصادية وتوفير فرص العمل وتحسين الخدمات وتلبية طموحات الشباب، ودعت قطر المنظومة الدولية إلى الاهتمام بقضايا الشباب في كل دول العالم من أجل تهيئة البيئة المناسبة لهم للإبداع والإنتاج والتطور والمساهمة الإيجابية في تطور المجتمعات.  إن سياسة دولة قطر، التي يرعاها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى حفظه الله، في الوقوف مع الأشقاء، والتي تقوم على الدعم الإنمائي المستدام، بدلا من المساعدات المؤقتة، يشكل قاعدة صلبة لتعزيز أمن واستقرار الدول الشقيقة والصديقة. والحكمة الصينية السائرة تقول: "لا تعطني سمكة.. بل علمني كيف أصطادها" .