13 سبتمبر 2025
تسجيلقمة سعادتي الخميس الماضي عندما توليت إدارة الصالون الثقافي بالمركز الثقافي الاجتماعي للمكفوفين بدعوة كريمة منهم ( لمناقشة أهم التحديات التي تواجه ذوي الإعاقة في رمضان ) وبحضور نخبة من السادة المختصين النفسيين والاجتماعيين والإداريين وأصحاب العلاقة من الإخوة المكفوفين ، وبداية الحوار وأنت تفاجأ بمستوى الوعي الفكري والثقافي والعقلي الذي يحملونه خلال عملية الحوار والنقاش ومملكة الذكاء والإبداع وما تملكه هذه الشريحة من قدرات ومهارات تفوق أي شخص طبيعي بالمجتمع وهم بحاجة إلى من يعطيهم الفرصة الكبيرة للإبداع والدعم والمساهمة الفعلية في تنمية المجتمع والنهوض به، وليس كما يتخيل الكثير طبقا من ثقافة المجتمع المنبثقة يحتاجون للشفقة وهي ثقافة خاطئة وبحاجة إلى رفع مستوى الوعي الثقافي بصورة أكبر مما عليها ونراها في المجتمع بصورته الحالية ومن خلاله تم مناقشة أبرز التحديات التي تواجههم من النواحي الصحية والأسرية والثقافية والدينية والاجتماعية خلال هذا الشهر الكريم، وكان منها على رأس القامة الدور النفسي والاجتماعي الذي تقوم به الأسرة ولابد من توعيتها بصورة متتالية بما يتناسب مع مواكبة العصر بأهم الطرق النفسية والاجتماعية التي يمكن اتباعها مع أبنائهم من النشأة الأولى بكيفية زرع الثقة بالنفس لممارسة حياتهم بصورة طبيعية كأشخاص لهم دور مساهم وأساسي في المجتمع وليس عزلة اجتماعية بالصورة التي نراها من بعض الأسر وزرعت بداخل أبنائها الضعف والانكسار وعدم القدرة على ممارسة حياتهم الطبيعية ويليها التفاعل مع تواجدهم بالمجتمع بصورة أشمل مما عليها ونراها الآن مما يؤثر على صقل شخصياتهم منذ الصغر وإضافة لابد من الوعي الكافي من الجهات المختصة بتكثيف التوعية الكافية للأسرة والمجتمع قبل شهر رمضان وعلى حسب كل إعاقة وكيفية التعامل معها في توفير احتياجات أبنائها النفسية والدينية والاجتماعية والغذائية ومها على سبيل المثال يواجه بعض المكفوفين معاناة في عملية تصنيف الطعام وقت الفطور ويعقبه معاناة الآخر في عدم معرفة البعض التفاعل في مجلس العائلة مع الضيوف ونظرة الإحسان والشفقة عند استقباله ومجالسته في مكان معين وفرض عليه ضيافة على حسب ذوقيات من يستقبله وهي سلوكيات بسيطة ولكن تسبب مضايقات لهم وأما على المستوى الديني فهناك العديد من التحديات من خروجهم من منزلهم إلى الوصول إلى المساجد وما هي خطوات السلامة للمكفوفين مع زحام السيارات بالشوارع وحتى الوصول للمسجد ما هي الاستعدادات الخدمية من الجهات المختصة لتوفير أماكن مخصصة لذوي الإعاقة من المكفوفين في تأمين أماكن مخصصة لهم في الدخول والخروج وفي حالة عدم توافر مرافق معهم في كثير من الأحيان، ويليها عدم تواجد مصاحف بلغة برايل لممارسة المناسك الدينية بصورتها الطبيعية، وإضافة لذلك نأمل السنوات القادمة أن يكون للجمعيات الخيرية برامج دينية واجتماعية لذوي الإعاقة وأن يكون لهم نصيب أكبر معهم في طرح قضاياهم وتوعية المجتمع وهناك من ذوي الإعاقة من يتحدث عنهم ليكون ملما باحتياجاتهم بصورة أكبر تعبر عن قضاياهم حتى نتفاداها بصورة أكبر السنوات القادمة، ولماذا لم يكن هناك فلاشات توعية للمجتمع بكل قضايا ذوي الإعاقة الصحية والدينية والاجتماعية وتسليط الإعلام بصورة أكبر على هذه الجوانب ونأمل تعاون كل شرائح المجتمع من مسؤولين ومختصين وإعلام وكتاب في كسر كافة التحديات التي تواجه ذوي الإعاقة من خلال الحوار والتوعية وأن ننظر إلى إبداعاتهم وكيفية استثمارهم في كافة المجالات وعدم النظر للإعاقة بعينيها ولكن البث لما يمتلكونه من مواهب وإبداعات تثري المجتمع والنهوض به والإعاقة هبة من الله وربما أخذ شيئا منهم وأعطاهم قدرات فكرية وعقلية تفوق الشخص العادي وربما لا يحمل إعاقة جسدية ولكن يحمل إعاقة علمية وعملية ولذا نحتاج إلى ثقافة مكثفة لنخطو هذه الاعتقادات الخاطئة ونعطي فرصة كافية للجميع بتواجدهم المباشر في المجتمع، وأن نستثمر كافة الإمكانيات التي منحتها قيادة دولة قطر للجميع من إمكانيات اقتصادية وفرص رائدة على المستوى العربي والدولي وما زالت تسعى جاهدة لتوفير حياة كريمة ورفاهية اجتماعية للمجتمع، ونكون جميعا داعمين لها ولتحقيق ما تصبو له من تحقيق رؤية 2030 ونحن قادرون على ذلك .