12 سبتمبر 2025

تسجيل

الوتساب كثير منه مكانه (المكبات)

14 يونيو 2016

*لا أحد يمكنه ان ينكر الفوائد الجمة التي هطلت على الناس في بقاع الارض جراء الثورة المعلوماتية والاتصالاتية وفتوحات الانترنت التي حققت على ارض الواقع مقولة العالم اصبح قرية صغيرة. * في جوف الوتساب تتدفق معلومات قيمة ويترابط الجميع برباط المحبة والألفة من كل الاعمار والأجناس تجمعهم قروبات اجتماعية وثقافية وعلمية وبعض هذه المواقع أعاد تشكيل باقات من العلاقات الانسانية كانت مشروخة وقرب المسافات بين الأصدقاء والمعارف والعلماء في شتات الارض واعاد البعض لحظيرة التآلف الاسري الحميم. * الوتساب بوابة مشرعة على مصراعيها ومدرسة لابراز المواهب في كل فنون المعرفة وعبره فتحت المتاجر وانطلق الشعر والنثر والريشة والالوان من معاقلها وأمكنتها التقليدية الحاجبة لوهجها وتأثيرها عى القطاع الأكبر من البشر ... وتدفق الابداع الإنساني لفضاءات واسعة وبعيدة ما كان ليصلها الا عبر هذا الوتساب وإخوته من مواليد الثورة الانترنتية وبرزت مواهب لا تعد ولا تحصى وفي كل فنون المعرفة الراشدة والنافعة ولكن ...* رافق هذا الانتاج ولازمه انتاج فاسد" ومفبرك فالبعض برغم انه يمتلك مواهب وقدرات لكنه وظفها لبذر بذور الحقد وبث السموم في العروق الانسانية والمحير ان من يقومون بذلك لا يقطع الانسان بأنهم فاقدو القدرة على الابداع والعطاء ... لا بالعكس هذه الفئات تمتلك ناصية الكلمة ولها القدرة على الحبكة وصياغتها للدرجة التي يصدقها اي قارئ ولا تدخل الشك والريبة في مصداقيتها مستغلين ان البعض لا يملك الحس العالي لغربلة كل ما يصله وليس لديه الوقت او الاستعداد لتمحيص ما يطّلع عليه خاصة مع تسارع وتيرة المتدفق الذي يصل ايضا لصغار السن جيل المستقبل وما يحيط به من ظروف يطول شرحها.* السؤال المحير فعلا هل هؤلاء الشخوص أسوياء .... يحبكون القصص الكاذبة باحترافية ويؤلفون مواقف ضارة باشخاص او بدول بعينها ويرسمون ذلك بدقة متناهية تدل على قدرات فكرية وابداعية حقيقية لكنها غير موظفة في مكانها الصحيح لانها فاقدة للمصداقية.. لماذا لا يوظفون قدراتهم في امكنتها الصحيحة وبما ينفعهم وغيرهم... لماذا تتجه هذه العقول للتخريب والفتنة والإيقاع بين الشعوب بعضها بعضا وبين الأهل والمعارف ولم تسلم منهم حتى المعتقدات الدينية والقيم الاجتماعية فاكذوبتهم تمر على الكثيرين وتنزل عندهم منزلة الحق .. ويقومون بدورهم ببثها عن غفلة او عدم تريث ودراية وهي وسيلة ضارة لانها تؤلب القلوب وترسم صورة سالبة لا تمت للحقيقة بشيء *وبرغم ان الأجهزة المختصة جزاهم الله خيرا كشفت كثيرا من مثل هذا الزيف والهراء المقيت الا ان الامر ما زال محدودا قياسا بالمتدفق مما يحتم اجراء دراسات علمية استقصائية عن مكنونات الشخوص الذين يهدرون طاقاتهم الإبداعية فيما يضر ولا ينفع ... فهل تتبنى احدي الجامعات او مراكز البحوث تفنيد مثل هذه الإشكاليات "الخبيثة" عبر بحث علمي في علم الأجناس والبشر المنحرفين عن جادة الطريق ممن يهدرون طاقاتهم ويألبون القلوب ويحركون مكامن الحقد والحسد ويرتكبون الذنوب. همسة: ليس كل ما يصلك عبر مواقع التواصل يستحق إعادة البث فكثير منه مكانه المكبات.