15 سبتمبر 2025
تسجيليبدو أننا اقتربنا من نهاية العالم، لا شك أن اليوم الموعود قد بان فجره، ولكن هل من حساب قبل يوم الحساب الإلهي، يوم تكون الموازين حينذاك بـ"مثقال ذرة" ذرة لا ترى بالعين المجردة، وليست بالكيلو ولا بالرطل والأطنان، فكيف سيكون حساب كل أولئك المجانين الذين نراهم على هذه الأرض يقتلون ويقلبون الحقائق ويغلقون طرقا للهداية والمحبة والسلام يبحث عنها ملايين البشر من التائهين، خلقهم الله وتركهم ليوم معلوم، فيأتي معتوه جديد، ليقتل عشرات الأشخاص من المدنيين العُزّل دون سابق معرفة أو علاقة بهم، ثم يقولون هذا جهاد في سبيل الله، أي جهاد هذا وأي جنون، إنها حروب المجانين. يخرج أوباما فور مقتل خمسين شخصا في ناد للشاذين جنسيا على يد معتوه جديد شاذ نفسيا "عمر متين، فيندد بالإرهاب والكراهية، لتقابله أصوات تسير في المسرب المعاكس ولكن بنفس الاتجاه لتحقق نصرها على خاسر مؤكد، المرشح "دونالد ترامب" يعود من جديد إلى القفز في الهواء فوق رؤوس المرشحين، لينادي: هل رأيتم كيف أن المسلمين خطر علينا من الخارج، سيكسب بلا شك جولة جديدة من المنافسة مع المرشحة الديمقراطية كلينتون، ولكنه عاد مجددا لضرب سمعة وقيم الإسلام مجددا، بفضل غبي جديد ينضم إلى ساحات الجهاد المتخلف، فيرتعب العالم مجددا خوفا من إرهاب المسلمين.حينما يخرج رئيس أمريكي ليقول ما يقوله عن الإرهاب والمسلمين وإرهاب تنظيم داعش وسيطرة المتطرفين على مناطق النزاع في العالم العربي، ينسى الجميع أن نتاج هذا الجيل المتعطل فكريا ممن يصنفون أنفسهم بالجهاديين هو نتيجة للسياسات السرية والعلنية التي كانت تخوضها قيادات أجهزة الاستخبارات الأمريكية ووزارة الدفاع والبيت الأبيض وحلفاؤهم حول العالم وخصوصا في العالم العربي ممن ساعدوهم على الدخول إلى مناطق النزاع المتبادل، ابتداء من أفغانستان حتى وصلنا إلى سوريا اليوم، وبينهما حروب كثيرة، ضد الجهاديين العرب والمسلمين الذين صنعتهم ودعمتهم الاستخبارات الأمريكية، ثم هاهم يعودون من جديد بأسماء جديدة، داعش والحشد الشعبي وحزب الدعوة وعصائب أهل الباطل وغيرها من الفصائل التي نشأت على الفكر المتطرف، بسبب الحرب العالمية على نظام الفكر السياسي الإسلامي.إن الحرب الشعواء ضد نظام الفكر الإسلام السياسي المتجدد، خلقت في الخفاء جحافل من المتطرفين الأغبياء الفارغين من العلم والفكروالسياسة والإبداع في فهم وتفسير علاقات الناس والشعوب والدول بعضها ببعض، فكان الإخوان المسلمون أول ضحاياهم، وعندما خرجت أول حكومة منتخبة من الشعب الفلسطيني تمثلها حركة حماس، جن جنون العالمين العربي والأمريكي ودوائرهم الاستخبارية، حتى قبل أن ينتظروا نتائج الحكم الجديد لحركة مقاومة إسلامية دستورها ديني متنور وخطابها سياسي حداثي مفهوم، ورغم مرور عشر سنوات على تلك التجربة الكونية الفلسطينية النادرة في العالم العربي لا تزال دوائر صنع القرار في واشنطن وتل أبيب والعالم العربي يشككون بنوايا الحكومة التي قضت نحبها، وخرجت بعدها عشرات المنظمات الإرهابية على ساحات الحروب العربية. من هنا يبدو واضحا أن سوء العلاقة ما بين الولايات المتحدة والدول الأوروبية وما بين شعوب العالم العربي والإسلامي تعود أسبابها إلى الحروب الغربية التي خاضتها ضد بلادهم، في أفغانستان والعراق وليبيا واليمن والسودان ودعمهم المطلق لدولة إسرائيل العنصرية وللأنظمة الديكتاتورية في العالم العربي، ويجب على الإدارة الأمريكية الجديدة أن تغير من خططها وقواعد اللعب مع العالم العربي والإسلامي، منطلقة من مبدأ الصدق في التعامل نحو الأفضل، وعدم دعم طرف ضد آخر، فالإرهاب غير محصور بفئة معينة، ولا ديانة أو جنسية محددة، بل إن التاريخ يخبرنا كم كان العالم الغربي والشرقي سفاحا يعشق ينابيع الدم. في نظرة للولايات المتحدة وحروب رؤسائها، سنجد أن الأمة الأمريكية العظيمة لا تستحق أن يحكمها المعاتيه أيضا، ففي التاريخ القريب قاد آل بوش حروبهم ضد العالم العربي تحديدا بوش الأب ضد العراق، ثم بوش الابن ضد العراق مجددا لتدمير دولة عمرها من عمر التاريخ، وأفغانستان الأخرى التي قدمت للولايات المتحدة هدية الحرب،"روبوت آدمي مجرم" نفذ عملية قتل فيها أكثر من خمسين شخصا كانوا غارقين في ملذاتهم، ولا يطلقون النار على سكان الفلوجة أو حمص أو غزة. لو سأل أحدنا: أين هم آل بوش اليوم ؟ ماذا يفعلون بعد اكتشافهم لجزيرة الإرهاب المتدفق، ما هو رأيهم لو عاد التاريخ اليوم لأربعين عاما مضت: هل يسيرون بنفس السياسة التي ساروا بها، وحروبهم التي دمروا اقتصاد العالم وأمريكا وحولوه إلى اقتصاد عسكري حربي، هل سيبقون يخوضون حروبهم ضد الأشباح ثم ترتد العمليات الإرهابية ضد المواطنين المدنيين الأبرياء.. يبدو أن آل بوش نائمون بعد حروب أمريكا في العالم العربي والإسلامي والتي طال عمرها أكثر من ربع قرن وأكثر، ثم لم تنتج إلا الكراهية التي شتمها السيد أوباما أمس، إنه زمن الكراهية وحروب الأدمغة الفارغة، حروب تنظيف الريح من الغبار .