14 سبتمبر 2025

تسجيل

السعادة الأسرية

14 يونيو 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); عماد السعادة الأسرية هو التوافق، ولأن حجر الأساس للأسرة هو الزواج فلابد وأن يكون التوافق الأسري مرتبطا بالتوافق الزواجي، والتوافق الزواجي هو توافق في الاختيار المناسب للزوج، والاستعداد للحياة الزوجية والدخول فيها والحب المتبادل بين الزوجين والإشباع الجنسي وتحمل مسؤوليات الحياة الزوجية والقدرة على حل مشكلاتها والاستقرار الزيجي والرضا والسعادة الزوجية.ويعتمد التوافق الزواجي على تصميم كل من الزوجين على مواجهة المشكلات المادية والاجتماعية والصحية، والعمل على تحقيق الانسجام والمحبة المتبادلة.ولا شك أن الحياة لا تستقيم ولا تستمر مع الشك أو الغيرة، فالثقة لابد أن تكون متبادلة ومطلقة لا تشوبها شائبة، فكل ذرة شك ينهار أمامها ذرة حب ويختل التماسك ويبدأ البناء في الانهيار تدريجيًا، فأي مشكلة يمكن علاجها ومداواتها في الزواج، إلا الشك، فإذا انزرعت جرثومته الأولى فإنها لا تغادر هذه العلاقة أبدًا، وتتكاثر الشكوك وتتضاعف ولا يصبح هناك أمل.وقد يلعب أحد الطرفين لعبة الشك، فقد تتصور الزوجة أنها بتحريك شكوك زوجها فإنها تحرك عواطفه تجاهها وتجعله أكثر تشبثا بها، أو لعله يعرف قيمتها وأنها مرغوبة من آخرين فيقدرها، فتدعي مثلا إعجاب الآخرين بها أو قد تدعي استحسانا أو إعجابا برجل، أو قد تعتمد أشياء من شأنها إثارة غيرته، ثم إثارة شكوكه، وهذه لعبة في غاية الخطورة، إنها كالطفل الذي يلهو بقنبلة عنقودية قد تنفجر في وجهه في أي لحظة.وكذلك قد يفعل الزوج فينقل لزوجته مدى إعجاب النساء به والتفافهن حوله، أو قد يبدي هو إعجابه بسيدة أو يظهر استحسانه لامرأة ممتدحًا صفاتها، وهو بذلك يحرق أعصاب زوجته، وقد يحرق عواطفها تجاهه شيئًا فشيئًا.وقد تبدي الزوجة غيرتها فعلًا فتبدي اهتمامًا بزوجها، إلا أنها قد تزرع في نفسها الشك، وتتعامل مع الوهم وكأنه حقيقة، وتستشعر طعم العلقم الذي تتذوقه بعواطفها. وقد يبدي الزوج غيرته الفعلية ويبدي اهتمامًا بزوجته التي يتهافت عليها الرجال ولكن تذهب من قلبه براءة الحب وطهارة العلاقة، وتتشوه صورة زوجته في ضميره وتختلف نظرته لها، فتتبدل الصورة تمامًا وتفسد العلاقة الزوجية.وقد تندفع المرأة إلى استخدام سلاح الغيرة والشك بسبب زوج يهملها، وقد يندفع الرجل إلى هذا الأسلوب بسبب زوجة تهمله، ولكن مهما كانت الأسباب فإنه لا ينبغي تفجير قنبلة الشك، لأنها إذا انفجرت أطاحت بكل شيء. فالزواج علاقة يجب أن تقوم على أساس من الثقة المتبادلة لتحقيق الاستقرار والسعادة.فالمدح بين الزوجين يدخل الفرح على النفس، وهو حاجة نفسية يحتاجها كلا الطرفين، وقد مدح الرسول صلى الله عليه وسلم السيد خديجة حين قال: "آمنت بي إذ كفر بي الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني بمالها"، كما أنه صلى الله عليه وسلم مدح السيدة عائشة فقال:"فضل عائشة على سائر النساء كفضل الثريد على سائر الطعام".