14 سبتمبر 2025
تسجيلكان ذلك منذ سنوات …اعتاد قلمي الاعتراض …أنا أحتج ! أنا أحتج ! أنا أحتج !فانهالت عليّ اللعنات .. واشتدت على طيوري العواصف …وأحرقت أشجاري البراكين …وانقسمت أوراقي من المنتصف …وقلمي مد بصره بالاحتجاج …إلى أن التفت الساق بالساق …وكمم فاهه …وأسدل جفناه …ثم أسلم الروح شاعراً لُف في كفن ناصع البياض!وعاش في العالم الآخر تحت راية السلام الأبدي ... ***في كل صباح عصفوري يغرّد في الأفق …عن الحياة … ومداعبات نسمات الهواء بريشه الناعم …وصوته العذب يمارس الجوى على أغصان الشجر …كان يغني عن الورد … وقطرات الندى الدامعة …ونمو الجذور أسفل الأرض … وتاريخ العصافير … وتبتلها أمام ملكوت السماوات …واندثار نعش النسور …ذات يوم صُفع بحائط حجري … ولقي مصرعه …فاختفى صوته … وانتهت أغنياته …وأصبحت الحياة تُغني عن ذلك العصفور!***أتعبني التعامل مع الأغبياء ..يقفون أمام بابي ...يهشون على غبائهم ...ويمرقون من العقل كما يمرق السهم من الرمية ... يضعون أيديهم في جيوبهم ... يبحثون عن مشكلة ... فتقع منهم نقود معدنية على الأرض ...يمدوّن أبصارهم ...ويمعنون النظر ...ذلك ضرب من الجنون ... كيف وقعت ؟ وهل كُسرت ؟ وكيف صرّف سقوطها القدر؟ يعيدون ذات الأسئلة ...وتُرد عليهم ذات الأجوبة ...التي تضاءلت دون أن تدخل في عقولهم ...وأنا أستمع ! ***هؤلاء همج ! يقتحمون الأبواب ... ويزحفون على الأرض ... وتخترق أرواحهم حائط منزلي ...هؤلاء همج! يقتنصون الفرص لإيذائي ...يبادلون تحيتي بالشتائم ..ويصافحون يدي بالخناجر الدميمة ...هؤلاء همج! لم يعتادوا الرقي ...ولا التصرف بروية ... بل جُبلت عقولهم على البربرية! لأنهم همج! ***ألف صمت ...ألف قوة ... ألف سكينة ... ذلك مبدأي ...ألف صبر ...ألف حكمة ...ألف عقل ... تلك هي صفتي ... والبقية في حياتك أيها الماضي !