18 سبتمبر 2025
تسجيلأسماء لم ينزل بها من سلطان لشوارعنا في جميع المدن، أسماء لم نسمع عنها في حياتنا، وتأتي الأخبار تخبرنا أن لجنة تسمية الشوارع قد انتهت من تسمية العديد من الشوارع والأحياء، ونتفاجأ عندما نقرأ هذه الأسماء، شارع الوديقات، شارع وادي مصبح، شارع بو صلة، شارع الروس وغيرها من الأسماء.شوارع بأسماء عجيبة غريبة لا أعلم كيف انتقت اللجنة هذه الأسماء وعلى أي أساس، أتذكر منذ أكثر من سنتين طلب منا ونحن في إدارة المعلومات والبحوث قبل أن تتحول إلى المكتب الإعلامي في وزارة الخارجية، وجزء من عملنا جمع وحفظ المعلومات عن الدولة في مختلف المجالات ولدينا أرشيف بذلك، نقول جاءنا طلب من وزارة البلدية والتخطيط العمراني بوضع قائمة بأسماء رجال قطر في مختلف المجالات وعلمائها حتى يمكن الاستعانة بها في وضع أسماء الشوارع والأحياء ولم نقصر في هذه الناحية وتم تزويدهم بذلك، وتم ترتيب قائمة برجال قطر ممن أفنوا حياتهم في البحر والتجارة والعلماء الذين كان لهم باع كبير في خدمة الدين وغيرهم من الشعراء والأدباء، وقد سعدت أن اللجنة أنهت تسمية الشوارع ولكن للأسف لم أجد إلا جزءاً بسيطاً من الأسماء التي تم اختيارها! الغريب في الأمر أن اللجنة لم تدرك أن أسماء الشوارع هذه تمثل الوطن والهوية فكيف نتعرف وتتعرف الأجيال القادمة على هوية الوطن من أسماء لا يمكن استيعابها ولا فهم معناها ولا يمكن تخزينها في الذاكرة، بل أصبحت أسماء بعض الدوارات والشوارع على أسماء المحلات القريبة منها مثل دوار الجيدة ودوار المناعي ودوار تويوتا ودوار المطافئ وغيرها.في دول عربية كان المرشد السياحي يشرح لنا معاني الشوارع وتاريخ وسيرة من سمي باسمه الشارع، أو أسباب تسمية شارع معين باسم حادثة أو موقف أو غير ذلك، ومن هنا تترسخ في الذاكرة تلك الأسماء مع فهم معانيها لا أن نمر على شوارع يصعب علينا قراءة أسمائها أحيانا ونطقها فكيف بحفظها! أعتقد أنني ومعي الكثير نرى أن ما يحدث من لجنة تسمية الشوارع هو ضياع لهوية الوطن، وكأنه ليس لدينا تاريخ نعتز به ورجال صنعوا ذلك التاريخ ومن حقهم علينا أن نسمي الشوارع بأسمائهم تكريما لما قدموه للوطن، ويكونوا قدوة للأجيال.إن الأمر يحتاج إلى إعادة لجنة تسمية الشوارع بحيث تضم كوادر في مختلف فروع المعرفة واللغة والدراية بأسماء رجال الدولة وعلمائها، وحتى الكفاءات النسائية التي قامت بإنجازات في الدولة والرائدات مع ضرورة الكتابة الصحيحة واختيار اللغة العربية بعيداً عن اللهجة العامية حتى نرسخ هذه اللغة في أذهان الجيل القادم.