15 سبتمبر 2025

تسجيل

وجودك فرصة فاغتنمها

14 مايو 2020

مشاعر وإحساس ما قبل الامتحانات والاختبارات وأثناء الاختبارات. شعور له رهبة وخوف خاصة لأولئك الذين لم يستعدوا جيدا ولم يذاكروا طوال العام، ولم يقتربوا من يوم الاختبار بإعداد واستعداد ودراسة كافية تضمن لهم.. بعد اتخاذ الأسباب والتوكل على الله.. النجاح والنتائج المرضية. والراسب والفاشل هو ذلك الذي ضيع العام دون اهتمام ودون دراسة وفهم، ودون جدية ومثابرة تكفل له الوصول لنهاية العام والامتحانات بالنجاح والتفوق. ليصل ليوم الامتحان دون دراسة ليعض أصابع الندم على ما فرط من أيام وفرص.. هكذا الحال في رمضان (أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ)، شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار، شهر فيه ليلة خير مِن ألف شهر، شهر يكرمنا به الكريم لإعادة الحساب وتصحيح ما كان من ضعف وكسل وتخاذل في العبادات وبُعد عن القرآن وذنوب ومعاصٍ اقترفها العباد، فشهر رمضان شهر القرآن ( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ) فكم هي السعادة بالإقبال على كتاب الله طوال العام وليس شهرا واحدا فقط. فالله سبحانه القريب المجيب يخاطب أرواحنا وأنفسنا وعقولنا وقلوبنا في قراءة آياته التي مهما قرأناها ونظن اننا فهمنا معاني الآيات إلا اننا في كل مرة نقف عند آيات وكأننا نقرأها لأول مرة.. إضافة إلى أنه مهما كثرت المؤلفات والدورات والبرامج والكلمات.. لا تجد فيها السلوى ومخاطبة الروح وسكونها والطمأنينة كما نجدها في كتاب الله.. عندما يكتب الله لك عمرا وفرصة وزمنا للعبادة والتقرب منه.. وتجد من يضيع الشهر الفضيل وروحانياته وجمال لذة العبادة والدعاء وسائر الأعمال الصالحة في مشاهدة القنوات والبرامج والسهر عليها، وإضاعة نهار رمضان وفترة الصيام في سباق القنوات، والشهر يسحب من بين يديه في هذه السرعة.. لهو الخسران الأكبر.. ما فرضته الظروف الحالية من حجر منزلي وتوقف الصلاة في المساجد من صلاة تراويح وقيام ليل وحضور ختم الشيخ عبدالرشيد وغيرها من عبادات، تجد الوقت بتخصيص اماكن للصلاة والعبادة واغتنام الشهر والعمل الصالح فيه وتحري ليلة القدر في العشر الأواخر التي اقبلت سريعا.. وأتساءل كيف لمن يضيع الشهر وهم في المنازل والحياة وما ارتبط للاسف بالشهر الفضيل من خيم رمضانية واحتفالات ومسابقات.. كيف لهم ألا يغتنموا هذه الايام المباركة بسعي حقيقي لتعويض ما فاتهم من ساعات وأوقات!؟ لا تضيعوا هذا الشهر والايام العشرة المباركة التي فيها ليلة القدر خير من ألف شهر..لا تفوتوا من قلوبكم وأرواحكم وتنزلقوا في أرقام قنوات او لغو وسهر دون جدوى.. كمن يجري خلف سراب أو كمن يسكب ماء على تربة دون ثمار، أو كمن يسرف ماله هباء منثورا، وتبذير دون عائد.. كم من أسماء رحلت قبيل رمضان بساعات وأيام؟؟ واسماء رحلت قبل بلوغ العشر الأواخر..؟ نحن في نعمة عظيمة وفِي أوقات أعظم وفِي موسم حصاده وفير وأجره عظيم وكرم رب العباد في شهر رمضان كبير يفوق ما تتخيله العقول. آخر جرة قلم: لا تترك أيام العشرة المباركة تنساب من بين يديك، إن ضيعت وانشغلت بالعشرين الأوائل، ولم تغتنم روحانية الشهر الفضيل ليكون لها أثرا ومكانا وفرصة للتغيير في قلبك وروحك.. وفكرك! كل ما يعرض يعاد مرات ومرات ولكن هل تضمن أن يعود عليك رمضان مرات ومرات؟؟ أحمد الله انك موجود وانفاسك وصحتك ووجودك بالحياة فرصة للعمل الصالح والاجتهاد والتقرب له. أسال الله أن يجعلنا ممن تشملهم أيام الرحمة وأيام المغفرة وأيام العتق من النار وأن يبلغنا ليلة القدر ويجعلنا من الفائزين.. Tw:@salwaalmulla [email protected]