12 سبتمبر 2025

تسجيل

اليمـــن .. البلـــــد المنســــي !

14 مايو 2020

هل تذكرون تاريخ الخامس عشر من مارس 2015 ؟! هل تذكرون كيف انطلق الإعلام السعودي مزغردا وتشوبه سعادة غامرة وهو يعلن بدء عاصفة الحزم والعزم على الحوثيين في اليمن لاسترداد شرعية هادي الذي أعطاهم مفاتيح بلاده ليخوضوا فيها كما يشاؤون ؟! هل تذكرون حديث المتحدث الرسمي لقوات التحالف أحمد عسيري آنذاك وهو يوضح أن ضربات التحالف حققت 80% من أهدافها في أول خمس عشرة دقيقة من انطلاقها في فجر ذلك اليوم ؟! وهل تذكرون بعدها كيف تفاخر ولي العهد السعودي بغارات التحالف وأنه يستطيع القضاء على الحوثي في أيام قليلة ودخول صنعاء وإعادة هادي إلى قصره الرئاسي بوسط العاصمة ؟! اليوم ونحن على مقربة من انتصاف عام 2020 أين ذهبت كل هذه الوعود وأين رحلت كل هذه الأمنيات وأين موقع هذا التفاخر بالقوة السعودية الآن بالتحديد والذي اتضح للعالم اليوم بأنه مجرد هياط لا يختلف كثيرا عما اعتاده هؤلاء حين يُحشرون في زاوية ضيقة لا يستطيعوا فيها سوى ( البربرة ) الفارغة التي تشبه المفرقعات في الصوت وليس الأثر ! . اليوم نشهد أسوأ حالات اليمن التي من المفترض أن ترفل الآن بكل حالات الأمان والاستقرار بحسب الوعود السعودية التي ظلت تغيب بها هادي وحكومته وتزين له الإقامة في الرياض حتى أدمنها الرجل وما عاد يسأل لا عن يمن ولا شعب رغم الشكاوى التي كانت ترده من كثير من أعضاء حكومته الذين قدموا استقالاتهم رفضا لما باتت عليهم بلادهم من فوضى زادتها هذه العاصفة خرابا ودمارا وشتاتا وضياعا وفُرقة وكل هذا بسبب عاصفة بت أسميها عاصفة الهزم والهدم لا حزم فيها ولا عزم ! وبات هادي مجرد ألعوبة وأضحوكة اليمنيين أنفسهم باعتباره الخائن الذي قدم بلاده على طبق من ذهب لأيدي الخراب السعودية والخبث الإماراتية ليعيثوا في هذا البلد ما نراه اليوم من احتلال إماراتي لعدن ولجميع موانئها ومداخلها ومخارجها فأنشأت سجونا أشبه بسجون بوغريب الأمريكية في العراق بل وتغذية خلايا الانفصاليين حتى تم إعلان مجلس انتقالي وإدارة ذاتية لهذا المجلس لإدارة شؤون الجنوب الذي انفصل رسميا بموجب هذا الإعلان عن نظيره الشمالي الذي يرزح هو الآخر تحت سلطة وسطوة الحوثي الذي عمل على تغيير أمور كثيرة جعلت أهل صنعاء ينصاعون لمذهبه وأفكاره وقانونه دون حول منهم ولا قوة وفي المقابل فإن هذا الحوثي والذي استهان به تحالف السعودية العظمى يصل اليوم إلى عمق الرياض فلا يرد صواريخه أحد ولا تُصد وفي الوقت الذي يتلاعب هذا الحوثي بالسعودية نجد الأخيرة تحاول مد أيادي الصلح للحوثيين تارة بوقف إطلاق النار وشن غاراتها العبثية التي استهدفت أبرياء اليمن وأطفالهم وتارة بمحاولة مد جسور الحوار عبر وسيط أممي ورغم كل هذا فإن الحرب على اليمن لا يمكن أن تُمحى ولا تُنسى ولا يمكن أن نتغافل عن المآسي التي لا يزال الشعب اليمني ينكوي بها وستظل تحيط بهذا الشعب لعقود طويلة ما لم يجد العقلاء لهذه الأزمة حلا ناجعا وحاسما لإنهائها ولكن لا يمكن لشخص مثل هادي أن يكون ضمن مستقبل هذا البلد فهو جزء رئيسي من مأساتها وليبق في أحد قصور الرياض الصغيرة ينتظر طائرة إثيوبيا المحملة له بالقات ليطفح ويترك بلدا ستبقى في ذمته إلى أن يموت حتى وإن غادرها رئيسا كان أو مواطنا ينتمي لها ولا يبقى لنا الذي شاركنا يوما في هذا التحالف ولم تطأ أقدام جنودنا أرض اليمن وإنما كنا على الحدود الجنوبية السعودية لحمايتها من أي تسلل حوثي لها وباتت مستباحة ( سداحا مداحا ) لا يبقى اليوم سوى أن ندعو أن ينقذ الله أرض بلقيس وأن يحميهم من شر تحالف لا يخاف الله ومن شر حوثي طامع في السلطة ومن شر كل من يريد لهذا البلد شرا ! . ابتســــــــام آل سعــــــــد [email protected]@ebtesam777