23 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); حينما تطلق أسماء شخصيات رائدة في إنجازاتها وعطائها للمسيرة الوطنية سواء التعليمية أو المجتمعية أو الاقتصادية أو الطبية أو الإعلامية على شارع أو مدرسة أو مركز صحي أو جائزة سنوية في أي مجال وغيرها من المرافق والمسميات المجتمعية، هذا يعني حضوره في العين وتردده في الذاكرة، إلا أن عمق هذا الحضور يظل مرتبطاً بصورة ذهنية يصنعها المكان عن تلك الشخصية في أذهان المترددين.. لذلك فإن تسمية المدارس والشوارع والجوائز والمرافق الأخرى في أي جهة أو مؤسسة أو وزارة بأسماء الرواد الأوائل في العلم أو الثقافة أو الأدب أو الرياضة أو الطب أو العمل التطوعي، متعارف عليه بشكل عالمي كنوع من التقدير والوفاء لما قدمته تلك الشخصيات من أعمال وأدوار وريادة لأوطانهم، وليكونوا قدوة للأجيال للاقتداء بإنجازاتهم ومحاكاة لنجاحهم سواء كرموا في حياتهم أو بعد رحيلهم. — — فمنذ فترة أعلنت وزارة والتعليم على إطلاق أسماء من الرموز المجتمعية التعليمية على المدارس الجديدة التي سيتم افتتاحها السنة القادمة تقديرا ووفاء لهم لما قدموه من جهد وعطاء في المسيرة التعليمية في الدولة، ومساهماتهم في بناء الفكر الإنساني، كالمربي عبد الحميد الدايل، والأستاذ كمال ناجي، والمربي أحمد منصور من رواد التعليم في الدولة رحمهم الله وتلك سنة حسنة، تؤكد مدى الاهتمام بتخليد ذكرى من له بصمة تاريخية في التعليم لتعريف الأجيال بهم وبما قدموه من إنجازات وتميز في التعليم، وقد سبقتهم اسماء أخرى أطلقت على المدارس، كمدرسة الشيخ محمد عبد العزيز المانع، ومدرسة الشيخ عبد الله بن زيد آل محمود، ومدرسة عبد الله بن تركي، وعبدالله علي المسند، رحمهم الله جميعا، وغيرهم . -- ولسنا بصدد تناول هذه الأسماء من حيث استحقاقها لهذا التكريم، فهي واضحة للعيان بإسهاماتها وعطائها في التعليم في الدولة، وتستحق التخليد والتذكير، ولكننا بصدد أسماء سقطت من كشوف اللجنة التي أشرفت على اختيار الأسماء، فهناك شخصيات من الرعيل الأول من أبناء الوطن قدمت الكثير وأسهمت بالكثير وتخرج على يدها الكثير في المجال الديني والعلمي والثقافي، وذاع صيتها على المستوى الخارجي، فلماذا طمست أسماؤها ولم تنل حقها من التكريم والتقدير، في مسميات المدارس بالرغم من شهرتها وإسهاماتها في التعليم في الدولة منذ كانت المدارس النظامية، ومنذ كانت إدارة المعارف في الخمسينات؟، فمدينة أسباير الرياضية نموذج، فقد أطلقت على قاعاتها الرياضية اسماء البارزين الأوائل في المجال الرياضي من المواطنين. — وعلى نفس المنوال مسميات الشوارع التي أطلقت الدولة على بعضها اسماء شخصيات وطنية تاريخية كما نسبت بعضها لاسم قبيلة أو عائلة دون أخرى، فتلك التسميات لها بعد محمود، ولابد من المسايرة على الوضع، وإعطاء الشخصيات الريادية في الدولة قيمتها وتقديرها بدقة دون تمييز أو ميل أو محاباة لاعتبارات قبلية، أو عصبية، فهناك من المسميات لشخصيات ليس لها حضور تاريخي بمعنى أنها غير معروفة إلا من يبحث عنها في كتب التاريخ والسير، وهناك مسميات غريبة اللفظ، ليست لها مدلولات في اللهجة العامية، وليس لها معنى في قاموس اللغة العربية، دون الأخذ في الاعتبار صعوبة النطق بها خاصة السائقين من الجنسيات غير العربية وذوي اللهجة الآسيوية، كان من الأولى استبدالها بشخصيات وطنية لها بصمتها البارزة في الدولة، سواء في التجارة أو الإدارة أو التعليم أو الإعلام وغيرها في الأربعينيات والخمسينيات، ووضعت أسماؤها مع الأسف في ملفات النسيان، كما وضعت جهودها وأعمالها تحت رماد الزمن،. ولا ننكر ما تقوم به الدولة متمثلة بلجنة شؤون تسمية الشوارع بإطلاق بعض الأماكن والسكك في سوق واقف على شخصيات قطرية تاريخية من أوائل التجار في السوق، ولها بعدها المكاني المجتمعي والتجاري قديما قبل النفط، فتلك حسنة طيبة تحمل معاني الوفاء والتكريم لها ولجعل أسمائها بوابة للتعرف على مكانتها كقيمة،، ونتاجها كمنجز، وعلى إسهاماتها المختلفة كدور بارز أيا كان مجال تلك الشخصيات، ونأمل استمرارها وكتابة سيرة بسيطة عنها،خاصة أن سوق واقف الآن أصبح متزاحماً بجنسيات غريبة مختلفة لم يكن لها مكان بالسوق قديماً، بمعنى أسماء دخيلة على منظومة المجتمع القطري. — لذلك فاختيار المسميات وإطلاقها على الأماكن والشوارع أو المدارس وعلى الجوائز وغيرها يحتاج إلى معايير ثابتة وعناية ودقة واستقصاء وشمولية في اختيار الأسماء المرشحة، لعدم تكرارها في أكثر من موقع، كما هو حاصل، ودون الدخول في عشوائية الاختيار، والأهواء الذاتية، كما يحتاج إلى دراسة دقيقة من اللجنة المكلفة، لمعرفة ما قدمته تلك الشخصيات من إنجاز وأعمال بارزة تستحق التكريم، لتقديمها إلى ذاكرة الأجيال، فدولة الإمارات نموذج فقد أطلقت أسماء شهدائها وشخصياتها الإعلامية على شوارعها، كما أن دولة الكويت حريصة على إطلاق أسماء شخصيات رائدة وطنية من الأوائل على شوارعها ومرافقها وميادينها.