14 سبتمبر 2025

تسجيل

رحيل مذيع وفنان

14 مايو 2017

إن رحيل أي إنسان يشكل خسارة كبيرة للمجتمع، فكيف إذا كان ذلك الرحيل لمذيع وفنان أبدع في عمله، فقد عاصرت محمد سلطان الكواري منذ البداية سواء في فرقة المسرح القطري، حيث كنت عضوا صغيرا فيها وهو يكبرني بسنوات لكنه يعامل الصغير والكبير بنفس القدر، وبتلك الابتسامة التي لا تفارقه، عندما التحق بالعمل في الإذاعة كان يمدني بالأخبار أولا بأول، وكنت أرصد وأتابع تلك الخطوات التي انطلقت في مجال الإذاعة ببرامج سجلت ووثقت التاريخ الشفاهي لدولة قطر وهي تعد الآن مرجعا من مراجع الجمع الميداني للتراث الشعبي، فالبرامج التي أعدها وقدمها فيها الكثير من المعلومات التراثية واللقاءات التي أجريت للحرفيين والشعراء والفنانيين لهي تاريخ شاهد على جهد هذا المبدع.. وخيرا فعلت وزارة الثقافة والرياضة بتكريمه ضمن المكرمين من حملة التراث الشعبي وذلك ضمن احتفالات قطر باليوم العالمي للتراث والذي يصادف يوم 18 أبريل من كل عام، وكان هناك شعور لدى عبد العزيز المطاوعة بإدارة التراث الذي وضع اسمه ضمن قائمة المكرمين في هذا المجال إلى جانب "فوزي الخميس، وخليفة السيد وحسن المهندي"، وهو التكريم الوحيد الذي تم له رغم جهده الكبير والواضح في المجالين الذي عمل بهما، ومن هنا فهو يستحق التكريم وإن رحل عنا بهدوء إلا أنه يستحق هذا التكريم سواء في مهرجان الدوحة المسرحي والذي من المقرر أن ينطلق في شهر نوفمبر القادم أو في مهرجان الإذاعة والتلفزيون لمجلس التعاون الخليجي.. إن هذا العطاء الكبير، دوما أقول عنه إن خسارة مبدع هي كمثل احتراق مكتبة متكاملة، لكن عزاءنا كبير في ذلك الإرث الذي خلفه لنا وسيظل شاهدا لنا.