15 سبتمبر 2025

تسجيل

المصالحة.. لن تتحقق للأسف!

14 مايو 2015

جاء في الأخبار: أن رئيس حركة أمل يطرح مشروعا للمصالحة بين حركتي فتح وحماس.. وأنه اجتمع في العاصمة اللبنانية في لقاء مشترك مع وفدين منهما! من قبل: استبشرت جماهير شعبنا وأصدقاء قضيتنا خيراً، بأجواء الدفء النسبي التي طبعت العلاقات بين الحركتين بُعيد صمود أهلنا في قطاع غزة في وجه العدوان الصهيوني الغاشم الأخير، وفي أعقاب الاعتراف الدولي للعديد من دول العالم بدولة فلسطين. وقبولها عضوا مراقبا في الجمعية العامة للأمم المتحدة، الذي وقفت منه حماس إيجاباً. من قبل. جرت اجتماعات عديدة في القاهرة بين الحركتين.. إلى الحد أنه تم فيه لقاء بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس وزعيم حركة حماس خالد مشعل.. وجرى الاتفاق على تشكيل حكومة وفاق وطني من خارج الحركتين وبحضور مندوبي الفصائل الفلسطينية.. وتم التشكيل(في 2 يونيو 2014)! وجرت زيارة من قبل وفد من الحكومة إلى القطاع.. وفشلت الزيارة!للأسف لم ير الشعب الفلسطيني ولا أمتنا العربية بعد ذلك: أية خطوات فعلية من الحركتين باتجاه التطبيق العملي لخطوات وبنود جرى بحثها والاتفاق عليها (رغم الوعود بذلك).. تماماً مثلما حدث بعد اجتماعات ومفاوضات عديدة جرت بين الجانبين سابقاً في أماكن عديدة، وتم على إثر كل منها تشكيل لجان مشتركة وبمشاركة كافة الفصائل لبحث الخطوات وآلية تطبيق ما جرى الاتفاق عليه.بضعة أيام بعد كل مشاورات كان يتعزز فيها الأمل بتجاوز الانقسام، ثم ما تلبث أن تعود “حليمة إلى عادتها القديمة”. الغريب: أن قادة الطرفين ينظرّون ويصرّحون ويتبارون في استعمال الجمل المؤثرة والعاطفية في (التغزّل) بأهمية المصالحة، لكن التصريحات تنطبق والمثل القائل: ”نسمع جععةً ولا نرى طحيناً”، فما يقارب الثمانية أعوام (منذ صيف عام 2007) مرّت على الانقسام دون ظهور أية بوادر وأي بصيص أمل لإمكانية تجاوزه.. لا الآن ولا في المستقبل القريب.هذا الوضع أدى بجماهيرنا الفلسطينية والعربية إلى اليأس من إمكانية عودة الوحدة إلى الساحة الفلسطينية. وإلى رؤية أية مباحثات بين الجانبين من منظار ”رفع العتب”، وليس من أجل الوصول إلى اتفاق حقيقي، وهو ما يشي: بأن الطرفين يفتقدان الإرادة للتخلص من الانقسام، ليس هذا فحسب، وإنما يتعاملان مع الموضوع بمنتهى التبيسط والتقزيم، وأن قوى الشد العكسي في الطرفين هي المؤثرة، وأن التصريحات لمسؤولي الحركتين هي من أجل تبرئة الذمة لكل فريق عن استمرار الانقسام، أمام الشعب الفلسطيني وأبناء أمتنا العربية. الطرفان للأسف: لا يدركان واقع الساحة الفلسطينية واستحقاقاتها. ولا طبيعة المرحلة الخطرة التي تمر بها القضية والمشروع الوطني الفلسطيني. ولا الأخطار المحدقة إسرائيلياً بكل ما تحمله من متغيرات قادمة عنوانها: حكومة التطرف الشديد التي شكلها نتنياهو بعد الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة (2015) وما سنشهده من تبعات لها على قضيتنا وعلى المشروع الوطني الفلسطيني وعلى المزيد من التغول بالنسبة لمصادرة الأراضي والاستيطان.حتى هذا الوقت جرت مصادرة 82% من أراضي الضفة الغربية، والتحالف الحكومي اليميني المتطرف الحالي في إسرائيل سيتنكر نهائيا لحل الدولتين. وسيعزز من رؤيته للضفة الغربية باعتبارها “أرضاً إسرائيلية هي يهودا والسامرة” وسيعمل على تهجير الفلسطينيين إلى ”خارج وطنهم!، وإلى توطين اللاجئين الفلسطينيين حيث يقيمون.كما سينادي”بأرض إسرائيل الكبرى”. من ناحية ثانية: يخطئ من يظن أن إسرائيل لن تقوم بجولة جديدة من العدوان على غزة فكافة الدلائل: الصحف. التصريحات.