27 أكتوبر 2025
تسجيلأصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية عازمون بجد خلال لقائهم الرئيس الأمريكي باراك أوباما في منتجع كامب ديفيد اليوم الخميس على المواجهة ووضع التساؤلات تجاه السياسة الأمريكية على طاولة البحث لكي تدرك واشنطن حجم المخاطر والتحديات المحيطة، وبالتالي تُعيد النظر في إستراتيجية سياستها بما يخدم الأمن واستقرار دول المنطقة. المباحثات الأمريكية- الخليجية التي انطلقت أمس في واشنطن مقرر لها أن تبحث عدة مواضيع أبرزها التعاون العسكري ومكافحة الإرهاب وإيران. ومن المتوقع أن تخرج القمة ببيان يتناول، بحسب البيت الأبيض، مواقف أو التزامات أمريكا ودول الخليج.. الإشارات تفيد أن القمة الخليجية الأمريكية ستبحث 3 محاور رئيسية هي التعاون الدفاعي والأمني بين واشنطن ودول مجلس التعاون الخليجي، وملف الإرهاب، والملف الإيراني الذي يتضمن المفاوضات النووية والتدخل الإيراني في عدد من دول المنطقة. وستختتم القمة ببيان مشترك أقل ما توصف به أنها قمة مكاشفة ومواجهة سجالية مسرحها ملفات ملتهبة وقضايا متشابكة بالغة التعقيد في المنطقة.المراقبون يتساءلون عن دوافع واشنطن إلى ترتيب هذه القمة غير المسبوقة والإعداد لها ويجمعون أنها تأتي من أجل توضيح ما يمكن إيضاحه بعدما استشعرت الولايات المتحدة استياء الحلفاء والأصدقاء إزاء سياساتها التي ارتبطت بتوجهات الرئيس الذي لا يضع بالاً لما يطرحه معاونوه من خارج البيت الأبيض، إلا أن المؤكد أن هذه القمة ستدفع باتجاه إعادة صياغة الرؤية، وترتيب الأوليات، وحلحلة الملفات، وإن كانت الكرة في الملعب الأمريكي. فتحت القمة الباب أمام تكهنات في تراجع العلاقات الأمريكية – السعودية، وأيده قرار العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز عدم الحضور، مما دفع المراقبين إلى تكهنات على حصول زعماء الخليج تطمينات حول الاتفاق النووي مع إيران المرتقب توقيعه نهاية شهر يونيو القادم،عنوان القمة هو القلق وهذا مستمد من خوف دول الخليج من الهيمنة الإيرانية. وأيد ذلك ما ذكرته مجلة إيكونوميست الأمريكية في عددها الأخير بقولها إن الدول الخليجية رحبت بالمحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران إلا أن قادة الخليج خائفون من الاتفاق، ولهذا تتطلع دول الخليج إلى مقابل من الولايات المتحدة ثمنا لدعمها للاتفاقية النووية على شكل التزام أمريكي بأمنها.الخليجيون لا يبحثون عن أعذار وتفسيرات أمريكية بقدر ما يسترعى اهتمامهم استقرار المنطقة، وأيضا تعاطي البيت الأبيض مع ملفات المنطقة من منظور شمولي، وليس ذا توجه اختزالي في جزئيات ومواضيع بعينها. ولذا يتطلع قادة الخليج إلى أن يستمعوا من الرئيس أوباما عن التزام واضح وعملي أنه لا يوجد لدى إيران برنامج نووي يهدد الجيران فضلاً عن ضرورة إيقاف تدخلها في شؤون دول الجوار. نتابع بحذر مشوب بالتفاؤل عما ستتمخض عنه القمة الخليجية الأمريكية وكلنا مع التوافق وفق المصالح المشتركة... وسلامتكم.