28 أكتوبر 2025

تسجيل

نحو مجتمع عفيف (2)

14 مايو 2015

استكمالا للعوامل الوقائية لبناء مجتمع العفاف والطهر نقول:1- الغيرة في ريبة من شعب الإيمان: الغيرة: هي الأنفة والحمية وغار على أهله حماهن ومنع أن يدخل عليهن أحد من غير المحارم: في الصحيح: إنّ مِنَ الغَيْرَةِ مَا يُحِبُّ الله ومِنْها مَا يُبْغِضُ الله ..فَأمَّا الغَيْرَةُ الَّتِي يُحِبُّها الله فالغَيْرَة فِي الرِّيبَة وأمَّا الغَيْرَةُ الَّتِي يُبْغِضُ الله فالغَيْرَةُ فِي غَيْرِ الرّيبَةِ" وفيه أيضا.."[1]«لاَ أَحَدَ أَغْيَرُ مِنَ اللَّهِ، وَلِذَلِكَ حَرَّمَ الفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ"[2] وغيرة الله تعالى بغضه أن يأتي العبد الفواحش. 2. حرمة الفواحش ما ظهر منها وما بطن : في التنزيل " ..وَلا تَقْرَبُوا الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ ...ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ"[3] "قُلْ إِنَّما حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ .."[4] ومن صفات الذين ما عند الله خير لهم وأبقي أنهم " يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَواحِشَ .."[5] ومن سمات الذين يجزيهم الله بالحسني أنهم "..يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَواحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ "[6] وفى الصحيح " لَيْسَ المؤمن بالطعان، ولا باللعان، ولا الفاحش، ولا البذيء"[7]. 3. حرمة تتبع العورات ومشروعية الذود عنها :في الصحيح " أَنَّ رَجُلًا اطَّلَعَ مِنْ جُحْرٍ فِي بَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَعَه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِدْرًى[8] يُرَجِّلُ[9] بِهِ رَأْسَهُ، فَقَالَ لَهُ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَوْ أَعْلَمُ أَنَّكَ تَنْظُرُ، طَعَنْتُ بِهِ فِي عَيْنِكَ، إِنَّمَا جَعَلَ اللهُ الْإِذْنَ مِنْ أَجْلِ الْبَصَرِ» [10] 4. رعاية حرمات البيوت وصيانتها من المتطفلين: في الصحيح: «مَنِ اطَّلَعَ فِي بَيْتِ قَوْمٍ بِغَيْرِ إِذْنِهِمْ، فَقَدْ حَلَّ لَهُمْ أَنْ يَفْقَئُوا عَيْنَهُ»[11] وفيه أيضًا " أَنَّ رَجُلًا اطَّلَعَ مِنْ حُجْرٍ فِي بَعْضِ حُجَرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، «فَقَامَ إِلَيْهِ بِمِشْقَصٍ[12]، أَوْ بِمَشَاقِصَ، وَجَعَلَ يَخْتِلُهُ[13] لِيَطْعُنَهُ[14]» [15] 5. حرمة البغاء بإكراه أو اختيار : في الصحيح " كَانَ ابْنُ سَلُولَ يَقُولُ لِجَارِيَةٍ لَهُ: اذْهَبِي فَابْغِينَا شَيْئًا، فَأَنْزَلَ عَزَّ وَجَلَّ: {وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا.}[16] "[17] ومن حسنات الحركة الإسلامية الكبرى الأم في أرض الكنانة أنها كانت وراء إلغاء البغاء فى القرن الماضي. 6. حرمة الرهبانية والتبتل: لأن ذلك مصادم للفطرة الإنسانية والإسلام لا يصادم الفطرة ولكن يسايرها وشرع الطرق اليسيرة لإشباعها لتمكين الإنسان من تحقيق خلافته فى الأرض في التنزيل : "يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ"[18] وفيه أيضا "وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا " ومع ذلك ".فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا"[19]وفي الصحيح : «رَدَّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ التَّبَتُّلَ، وَلَوْ أَذِنَ لَهُ لاَخْتَصَيْنَا» [20] التبتل هو الانقطاع عن النساء وترك النكاح انقطاعا إلى عبادة الله وأصله القطع ومنه مريم البتول وفاطمة البتول لانقطاعهما عن نساء زمانهما دينا وفضلا ورغبة في الآخرة ومنه صدقة بتلة أي منقطعة عن تصرف مالكها قال الطبري التبتل هو ترك لذات الدنيا وشهواتها والانقطاع إلى الله تعالى بالتفرغ لعبادته ورد عليه التبتل معناه نهاه عنه ولو أذن في الانقطاع عن النساء وغيرهن من ملاذ الدنيا لاختصينا لدفع شهوة النساء ليمكننا التبتل] وفي الصحيح : الذين سألوا " عَنْ عِبَادَته - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَلَمَّا أُخْبِرُوا كَأَنَّهُمْ تَقَالُّوهَا، فَقَالُوا: وَأَيْنَ نَحْنُ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَدْ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ، قَالَ أَحَدُهُمْ: أَمَّا أَنَا فَإِنِّي أُصَلِّي اللَّيْلَ أَبَدًا، وَقَالَ آخَرُ: أَنَا أَصُومُ الدَّهْرَ وَلاَ أُفْطِرُ، وَقَالَ آخَرُ: أَنَا أَعْتَزِلُ النِّسَاءَ فَلاَ أَتَزَوَّجُ أَبَدًا، فَجَاءَ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَيْهِمْ، فَقَالَ: «أَنْتُمُ الَّذِينَ قُلْتُمْ كَذَا وَكَذَا، أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لَأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ وَأَتْقَاكُمْ لَهُ، لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ، وَأُصَلِّي وَأَرْقُدُ، وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي»[21] 7. حرمة العملية - أو إشباع الغريزة -الجنسية خارج العلاقة الزوجية: "وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ*فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ"[22] وليست العلاقة الجنسية حرية شخصية، وإنما هي مربوطة بالعقيدة ، فالمحافظة عليها من صفات ورثة الفردوس كما فى سورة المؤمنون ، ومن صفات الشخصية المسلمة الحقة المستجمعة لخصال الخير المتأبية على خصال الشر ـ المستأهلة لعون الله ونصره كما في الآية الخامسة والثلاثين من سورة الأحزاب" إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا"[23] وحرمها أوقاتا شرعيا صياما واعتكافا " ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ"[24]".. فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ .."[25] ونظمها ووضع لها آدابا – كالتسمية- وأهدافا ، وأشعر برقابة الله" نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ"[26] 8. حظر الاشتراك بين الجنسين في المضاجع : فى الصحيح «عَلِّمُوا أَوْلَادَكُمُ الصَّلَاةَ إِذَا بَلَغُوا سَبْعًا، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا إِذَا بَلَغُوا عَشْرًا، وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ»[27] " 9. عدم كشف العورة وما قاربها : في الصحيح : «لَا تَكْشِفْ فَخِذَكَ، وَلَا تَنْظُرْ إلَى فَخِذِ حَيٍّ وَلَا مَيْتٍ»[28] 10. - عدم تمكين أحد من رؤية عورتك عدا الزوجين لبعضهما : عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ حَيْدَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: (قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ , عَوْرَاتُنَا مَا نَأتِي مِنْهَا وَمَا نَذَرُ؟ , قَالَ: " احْفَظْ عَوْرَتَكَ إِلَّا مِنْ زَوْجَتِكَ , أَوْ مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ[29] " , فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ , إِذَا كَانَ الْقَوْمُ بَعْضُهُمْ فِي بَعْضٍ؟ , قَالَ: " إِنْ اسْتَطَعْتَ أَنْ لَا يَرَاهَا أَحَدٌ) (فَافْعَلْ ") (فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ , إِذَا كَانَ أَحَدُنَا خَالِيًا؟) (قَالَ: " فَاللهُ أَحَقُّ أَنْ يُسْتَحْيَى مِنْهُ"[30]