12 سبتمبر 2025
تسجيلتسعى قطر فى السنوات العشر الاخيرة الى القيام بنهضة اقتصادية وتنموية وثقافية مثل سرعة البرق للنهوض والرقى فى شتى المجالات وبالفعل استطاعت قطر فى هذه الفترة ان تقطع سلسلة من الانجازات فى وقت قصير جدا واصبحت محط انظار العالم بأكمله ولم يبق باب الا وطرقته حتى تشمل النهضة كافة جوانبها وتسير كلها فى اطار متماشٍ مع اقتصادها ورؤيتها المرسومة بدقة وبتوجه خاص من رؤية حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة ال ثانى امير البلاد المفدى — 2030 الذى يريد ان يجعل من دولة قطر وشعبها نموذجا يلبس ثوب الاصالة والمعاصرة فى ان واحد ومتماشيا مع تيار عالمى يقود العالم بأكمله فى الوقت الحالى، الذى يتطلب من جميع فئات المجتمع وشرائحه المختلفة الاستعداد الكامل بالعلم والعمل والتدريب والتطوير لمواصلة هذه الرؤية والاستفادة الكاملة من كافة الفرص المتاحة فى كافة المجالات فى هذا الوقت التى لم تمنحها العديد من الدول المجاورة والعربية ولكن منحتها قطر لشعبها واذا لم يستغل كافة الاستثمارات الاقتصادية والثقافية والتعليمية التى تمنحها لهم فى الوقت الحالى ستحدث فجوة كبيرة جدا ما بين الثروة والكوادر البشرية ورؤية قطرالقادمة والتى تسير مثل القطار الذى لا يتوقف وربما ولا اعلم هل ستستمر هذه الطفرة فى السنوات القادمة ام لا اذا لم تستغل بالشكل والوعى المطلوب الذى تسعى له الدولة. ولكن كيف سنتماشى مع هذه النهضة واذا كانت هذه رؤية البعض من حولنا من الشباب وتفسيره لنهضة قطر بهذه الصورة المؤلمة التى افزعتى خاصة عندما دار حوار ونقاش مع احدهم عن الواقع الاقتصادى والثقافى بالدولة ولابد من استثماره بطريقة تحمل نوعا من الجدية بالعلم وان يقوم بتكمله دراسته العليا علما بانه من حملة المؤهل الجامعى وكان الرد غير المتوقع منه لى، لماذا اكمل دراستى ولماذا اتعلم واخذ دورات واجهد نفسى ودولتى غنية اقتصاديا وليست بحاجة الى اى مؤهلات علمية لا منى ولامن اى مواطن قطرى واذا احتاجت اى خبير او عالم تستطيع ان تستقطبه وتستضيفه باى سعرمن اى دولة بالعالم للاستفادة الكافية والوافية منه وسوف تعطيه العديد من الامتيازات والرواتب التى لو حصلت انا على عدة شهادات دكتوراه لم احصل على احد الامتيازات المالية والمكانية التى سيحصل عليها الخبير الاجنبى فى الوقت الحاضر، ويفضل ان افتح لى اى (مطعم شاى كرك )افضل من ذلك كله، وماذا اخذ العديد من حملة الماجستير والدكتوراه من الذين نعرفهم معرفة جيدة فاغلبهم يحتلون مناصب قيادية عادية والاقل منهم مؤهلات وخبرة يتولون رئاستهم فى العمل، أليست هذه فجوة فى انتاجية العمل المطلوبة، من المؤسسات والوزارات، ووجهة نظر اخرى تسمعها من الكثير من الشباب فى الوقت الحالى من مراحل المرحلة الاعدادية والثانوية التى يرسمها فى ذهنه وهى لماذا ارهق نفسى بالدراسة ومشقاتها ولغة انجليزية ومتاعبها ويشترط الحصول على امتحان الايلس والتوفل ونسبة وتعقيدات معقدة من جامعة قطر والجامعات الاخرى بالدولة لدخولها ويكفى علينا الامتحانات الوطنية وغيرها من الاهات النفسية حتى نحصل على الشهادة الثانوية اذا زاحت كل هذه العثرات من طريقنا، فلماذا كل ذلك والافضل والاسهل والايسر ان نأخذ الثانوية العامة ونلتحق بالعمل فى العديد من المؤسسات التى توفر لنا الرواتب العالية ولا نريد تكملة دراستنا، ولا يتطلب العمل غير شهادة كمبيوتر ولغه انجليزية جيدة مع الدورات المكثفة التى سوف يعطوننا لها قبل واثناء العمل ووفرنا على انفسنا الجهد النفسى والوقتى الذى سوف نقطعه كذا سنة حتى نحصل على موافقة الدخول للجامعة وربما لا نستطيع الدخول لها وان احضرنا نسبة عالية فى الثانوية ولكن حالت اللغة الام اللغة الانجليزية دخولنا احدى الجامعات التى نحلم بالدخول لها سواء داخل ام خارج قطر ولم تسمح لنا العادات والتقاليد والظروف الاجتماعية السفر للخارج لكن نختصر كل ذلك فى الالتحاق باى وظيفة فى الوقت الحالى. فاذا كانت هذه هى النظرة الصائبة من شباب قطر ورؤية قطر فى تيار النهضة فماذا سيكون مصير قطر من ثروتها الاساسية والتى تأخذ وجه الصدارة لها وهى الثروة البشرية فى السنوات اللاحقة. والغريب من جانب اخر دور الاسرة الفعلى تجاه ابنائها وزرع العديد من القيم التعليمية والتربوية والثقافية اكثر من ثقافة الاستهلاك التى ترسخها فى ذهنه بصورة مخيفة فى الوقت الحالى وتسخر كل الامكانيات المادية فى الجانب الاستهلاكى من مظاهر ترفيهية ومعيشية مقارنة بالجانب التوعوى والتثقيفى وزرع اهمية العلم والاطلاع وبذل المزيد من الجهود للحصول على درجة رفيعة من سلالم العلم والمعرفة لم يأخذ التوازن المطلوب للنهوض بالمستوى الفكرى بالابناء واضافة الى التحديات التى يواجهها الطلاب مع المعلمين والمعلمات فى الوقت الحالى وغياب دور وقيمة المعلم الحقيقية التى تؤثر فى اذهان الطلاب اكثر من اولياء الامور فتمر باشكالية كبيرة فى هذه الفترة مما يثير المخاوف والمستقبل فى المرحلة القادمة لكننا كلنا امل وتفاؤل كمواطنين ان تتغير نظرتنا القادمة حول النهوض والارتقاء باهمية العلم والتعلم والثقافة والاطلاع من اجل رؤية قطر المستقبلية لنا.