14 سبتمبر 2025
تسجيل(1) الشأن السوري اليوم أصبح شأنا روسيا أوروبيا أمريكيا إيرانيا تركيا بامتياز، وزير الخارجية الأمريكي في موسكو وبيان صحفي بين الوزيرين الروسي والأمريكي يقول إنهما اتفقا على الحل السياسي للحرب القائمة في سورية الحبيبة، وأنهما اتفقا على انعقاد مؤتمر دولي في جنيف في أواخر الشهر الجاري، رئيس وزراء بريطانيا في موسكو بعد الأمريكي لذات الشأن، الفرنسيون والبريطانيون متفقون ويدفعون بتسليح الثوار في سورية لكن المجتمع الأوروبي يتحفظ على ذلك ولكل منهم أسبابه، ألمانيا قوة أوروبية مرتبكة وعينها على واشنطن المترددة وأوروبا المتحفظة وبريطانيا وفرنسا المندفعتان لصالح الثورة الشعبية في سورية وروسيا المنحازة لبشار الأسد. خرج علينا روسي يقول باستحالة انعقاد المؤتمر الدولي آنف الذكر لأن الروس والأمريكان اختلفا على التمثيل السوري في هذا المؤتمر، وتتسرب الأخبار بأن روسيا ستزود بشار الأسد وعصابته بأسلحة متطورة وعلى وجه الخصوص صواريخ أرض جو، أمريكا لا تقبل بذلك العمل. السيد حسن نصر الله أعلن رسميا وعلى الملأ أنه متضامن مع سورية الأسد وأنه على استعداد لفتح جبهة الجولان ضد إسرائيل وأنه سيتلقى أسلحة من سورية رادعة ولا سابق لها في تسليح حزب الله. نوري المالكي فتح جبهة استنزاف في (غرب العراق) ضد الجيش السوري الحر الثوار المدنيين، إيران أعلنت أنها مرتبطة باتفاقية دفاع مشترك مع سورية الأسد معنى ذلك أنها سترمي بكل ثقلها إلى جانب قوات الأسد، أحزاب شيعية طائفية من لبنان والعراق وإيران تحت مظلة الدفاع عن الأضرحة يشكلون جيشا مساعدا لجيش بشار الأسد مكتملي التدريب في حرب المدن. الشعب السوري إذا يحارب على ثلاث جبهات بمفرده الجبهة العراقية السورية في اليعربية، والجبهة الغربية السورية اللبنانية حزب الله في القصير، والجبهة الداخلية بجحافل طائفية دخلت سورية تحت ذرائع مختلفة ومنها حماية الأضرحة وكل هذه الجبهات تفتك بالشعب السوري الذي يحرم عليه أن يتلقى أي دعم سواء أكان سلاحا نوعيا أو متطوعين. يا عرب هناك تحالف روسي إيراني طائفي لبناني عراقي ضد الشعب السوري وثورته. وهناك تواطؤ أمريكي روسي أوروبي ضد الشعب السوري وأنتم ياعرب الأصوات المرتفعة لم تفعلوا شيئا لصالح هذا الشعب الذي يتعرض لإبادة جماعية من كل القوى سابقة الذكر . الشعب السوري إلى جانب البطانية والخيمة والإمدادات الإنسانية المتواضعة يريد سلاحا نوعيا للدفاع عن نفسه، يريد مالا يحميه من التسول أو تعرض الأسر العفيفة من الابتزاز ومنع الانحرافات في ملاجئ الشعب السوري الذي أجبر على الفرار من منازله. (2) إن الثورة الشعبية السورية إلى جانب الجيش الحر في حاجة ماسة إلى الوحدة التنظيمية ووحدة في إدارة العمليات العسكرية ووحدة في المواقف السياسية واعلموا حق العلم أنه لن يستطيع فصيل واحد من فصائل الثورة الشعبية السورية تحقيق النصر ضد قوى اتحدت ضده وقد أشرنا إليها أعلاه، أن الحركات الإسلامية المقاتلة في سورية ــــ (جبهة النصرة، الحركات الجهادية، القاعدة، الخ) مطلوب رأسها قبل رأس النظام في دمشق، مسؤول أمريكي رفيع المستوى قال: "إن قتال جبهة النصرة مقدم لدى الأمريكيين على قتال قوات الأسد " (الشرق القطرية 13 / 5 ص 21) وثنى على ذلك وزير خارجية فرنسا ـــ لن تحقق النصر بمفردها لأن العدو أقوى وأكثر عددا وعتادا. إن العالم كله لا يستطيع تقديم العون لكم يامعشر الإسلاميين في سورية لأنه يشك في أهدافكم بعيدة المدى وأن العالم له مصالح في المنطقة وأنتم في اعتقاد تلك القوى تهددون مصالحهم وأول تلك المصالح هي حماية إسرائيل. إن التقية هنا واجبة شرعا فهل علمتم؟!! اتفقوا يا ثوار سورية الحبيبة على أن الائتلاف الوطني واجهتكم السياسية في الخارج بصرف النظر عن آرائكم في البعض منهم، العالم يريد أن يرى جسدا يتحدث معه في الشأن المستقبلي، وأين سيكون مآل السلاح النوعي الذي تطالبون بتزويدكم به وهنا تحتاجون يا معشر الثوار إلى ممارسة الألعاب السياسية من أجل تحقيق النصر على طاغية الشام وزمرته. هناك سؤال حيرني كثيرا وهو: ما هي الفائدة الإستراتيجية والسياسية التي حققتها جبهة النصرة من إعلان البيعة لزعيم القاعدة السيد الظواهري الملاحق دوليا؟ أنتم تعلمون أن تنظيم القاعدة ملاحق دوليا كتنظيم إرهابي وأنتم تعلمون أن تنظيم القاعدة لم يحقق انتصارا واحدا منذ احتلال أفغانستان وحتى اليوم. إن هذا التنظيم مطلوب رأسه دوليا من آسيا وإفريقيا وغرب آسيا إلى كل مكان فلماذا تشوهون أعمالكم الوطنية بالانتساب إلى هذا التنظيم؟ أعلم أنكم تريدون أن تغيظوا أعداءكم ولكن ليس هكذا تورد الإبل. آخر القول: اتحدوا يا ثوار الشام مقاتلين وممارسين للسياسة في الداخل والخارج وإلا فإنكم من الخاسرين.