13 سبتمبر 2025
تسجيلنواصل اليوم حديثنا عن أوصاف الرجال المرفوضة عند عموم النساء، ومنها البخل الذي لم يقره رسول الله صلوات الله وسلامه عليه، بل أفتى زوجة أبي سفيان بأن تأخذ من ماله — بغير علمه — كفايتها، فعَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: دَخَلَتْ هِنْدٌ بِنْتُ عُتْبَةَ امْرَأَةُ أَبِي سُفْيَانَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أَبَا سُفْيَانَ رَجُلٌ شَحِيحٌ، لَا يُعْطِينِي مِنَ النَّفَقَةِ مَا يَكْفِينِي وَيَكْفِي بَنِيَّ إِلَّا مَا أَخَذْتُ مِنْ مَالِهِ بِغَيْرِ عِلْمِهِ، فَهَلْ عَلَيَّ فِي ذَلِكَ مِنْ جُنَاحٍ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خُذِي مِنْ مَالِهِ بِالْمَعْرُوفِ مَا يَكْفِيكِ وَيَكْفِي بَنِيكِ». وكذلك فإن من أوصاف الرجال المرفوضة لدى عموم النساء تجرؤ الرجل على ضرب النساء، وهذان نموذجان بفراسة النبوة لم تكن لتستقيم بهما الحياة الزوجية لقلة ذات يد أحدهما، وضرب الآخر للنساء أو لكثرة أسفاره، فلا تتحقق أهداف الزواج لذا نصح بالعدول عن قبولهما كأزواج فعن فاطمة بنت قيس رضي الله عنها قالت: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: إن أبا الجهم ومعاوية خطباني؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما معاوية، فصعلوك لا مال له، وأما أبو الجهم فلا يضع العصا عن عاتقه متفق عليه. وفي رواية لمسلم: وأما أبو الجهم فضراب للنساء وهو تفسير لرواية: لا يضع العصا عن عاتقه وقيل: معناه: كثير الأسفار. قوله صلى الله عليه وسلم (أما أبو الجهم فلا يضع العصا عن عاتقه) فيه تأويلان مشهوران أحدهما أنه كثير الأسفار والثاني أنه كثير الضرب للنساء وهذا أصح بدليل رواية مسلم بعد هذه أنه ضراب للنساء وفيه دليل على جواز ذكر الانسان بما فيه عند المشاورة وطلب النصيحة ولا يكون هذا من الغيبة المحرمة بل من النصيحة الواجبة. وفي معاوية أنه صعلوك لا مال له مع العلم بأنه كان لمعاوية ثوب يلبسه ونحو ذلك من المال المحقر وأن أبا الجهم كان يضع العصا عن عاتقه في حال نومه وأكله وغيرهما ولكن لما كان كثير الحمل للعصا وكان معاوية قليل المال جدا جاز اطلاق هذا اللفظ عليهما مجازا ففي هذا جواز استعمال مثله في نحو هذاثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (انكحى أسامة بن زيد فكرهته ثم قال انكحى أسامة فنكحته فجعل الله فيه خيرا واغتبطت " الغبطة أن يتمنى مثل حال المغبوط من غير إرادة زوالها عنه وليس هو بحسد وأما إشارته صلى الله عليه وسلم بنكاح أسامه فلما علمه من دينه وفضله وحسن طرائقه وكرم شمائله فنصحها بذلك فكرهته لكونه مولى ولكونه كان أسود جدا فكرر عليها النبي صلى الله عليه وسلم الحث على زواجه لما علم من مصلحتها في ذلك وكان كذلك ولهذا قالت فجعل الله لي فيه خيرا واغتبطت ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في رواية أخرى هذا طاعة الله وطاعة رسوله خير لك. لا تُحب المرأة فى الرجل أن يكون كسولا اتكاليا لا يُعنى بالنظافة الشخصية استشارت أعرابيّة في رجل تتزوَجهُ، فقيل لها: لا تفعلي فإنه وُكَلَة تُكَلَة، يأكل خَلَلَه، أي يأكل ما يَخْرُج من بين أسنانه إذا تخلَّل. قال أبو حاتم: هو الخُلالة، ووُكلَة تُكَلة، إذا كان يَكل أمره إلى الناس ويَتَكِل عليهم. وإذا كان الرجل من الاتكالية بمكان بحيث يكون كلا على مولاه لا ينهض لملمة، ولا يثبت في شدة، فكيف يكفيها مهامها، وينهض بأعباء الأسرة، التى تكبر يوما بعد يوم،ولقد نفر الله تعالى من الاتكالية أبلغ تنفير فقال " وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً رَّجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لاَ يَقْدِرُ عَلَىَ شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّههُّ لاَ يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَن يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ " ولو كان الرجل موسرا ولكن يحب النكد فلا تقبل به المرأة خَطب إلى أعرابيّ رجلٌ مُوسِر إحدى ابنتيه، وكان للخاطب امرأة، فقالت الكبرى: لا أريده. قال أبوها: ولم؟ قالت: يومٌ عِتَاب، ويومٌ اكتئاب، يَبلى فيما بين ذلك الشباب.ولهذه النماذج المأثورة فى أدبنا العربي أضراب وأشباه ونظائر فى عالمنا المعاصر تنبو عنهم عيون النساء، وتنفر عنهم الأرواح هذا وثمة أمور لا بد من مراعاتها عند الاقتران تفاؤلا باستقرار الحياة الزوجية واستدامة لسير سفينتها آمنة من العواصف الهوجاء، والرياح العاتية تعتبر بمثابة صمام أمان نُجملها فى كلمة واحدة الكفاءة وتتضمن مجالات ستة هاك بيانها فى بيتين: شَرْطُ الْكَفَاءَةِ سِتَّةٌ قَدْ حُرِّرَتْ... يُنْبِيكَ عَنْهَا بَيْتُ شِعْرٍ مُفْرَدُ نَسَبٌ وَدِينٌ حِرْفَةٌ حُرِّيَّةٌ... فَقْدُ الْعُيُوبِ وَفِي الْيَسَارِ تَرَدُّدٌ هذا وبالله التوفيق وهو وحده العاصم من الزلل والخطأ والخلل فى القول والعمل. وللحديث صلة بحول الله تعالى وقوته.