19 سبتمبر 2025

تسجيل

صبرك على نفسك ولا صبر الناس عليك

14 مايو 2013

غالباً ما يأتي الصبر بنتائج جميلة.. وهذا وعد من الله عز وجل.. فقال وعز من قال "إن مع العسر يسرا".. فالصبر على ما تكره له أجر عظيم.. ولكن كما يقولون للصبر حدود.. لاسيما إن كنت مبتلى بمدير متعجرف ومتخلف عقلياً.. فيا صبر أيوب على بلواه.. فشخصية المدير المتعجرف من اصعب الشخصيات التي تتعب التفكير وتثقل النفس، ناهيك إن كان لا يوجد أحد يقف في وجهه وينهاه عما يفعل في حق الموظفين، فهناك من المديرين من لا يكف عن الخوض والتدخل في كل ما لا يعنيه في العمل، فيتدخل في كل صغيرة وكبيرة فيما يقوم به الموظف وكأنما يبحث له عن الثغرات والعثرات لكي يضعها أمامه فيمنعه من تحقيق الإنجازات التي ترفع من مستوى الجهة التي يعمل بها، ولكن لا حياة لمن تنادي.. القائد الناجح هو من يشجع الموظفين.. القائد المثالي هو من يحبب الموظفين في العمل.. القائد المتميز هو من يقف بجانب الموظف.. القائد العادل هو الذي لا يحابي موظفا دون الآخر.. أتذكر عندما شاهدت إحدى حلقات برنامج خواطر 8 للإعلامي احمد الشقيري، وقد سبق أن ذكرت هذا الكلام في احدى مقالاتي، لفتت انتباهي حلقة كانت تتحدث عن شركة جوجل، والجميل في الأمر أن هذه الشركة تقدم العديد من الخدمات المتميزة للموظفين وتوفر لهم البيئة المناسبة للعمل، لا سيما أنهم بالإضافة إلى ما يقومون به من عمل فإنهم يمنحون الفرصة في أن يقوموا بتنفيذ مشروع أو فكرة حتى ولو كانت من خارج طبيعة عملهم، بمعنى ان يعطوا الفرصة لإنجاز أي مشروع مفيد يرونه مناسباً، هذا هو الإبداع! هذا هو التميز والتشجيع! لكن ربعنا ما يبون ها الشي! لأنهم أنانيون! ويبون كل شي لنفسهم! ليس الجميع بل البعض منهم ناهيك عن المديرين المتعجرفين هناك أحد المديرين يرى ان جميع الأعمال التي يقوم بها أحد الموظفين بأنها غير مهمة، وعندما يقوم الأخير بعمل شيء متميز يقوم هذا المدير بنسب العمل إلى نفسه وأنه هو من قام بالإشراف على هذا العمل، عجبي من هذه الشخصية التي لا تستحق سوى استئصالها من الكرسي! حدثني أحدهم أن مديره المتعجرف العنجهي يتبنى فلسفة "الخف علينا"، حيث إنه من شدة اعجابه بنفسه كان يقول أنا مبدع ومفكر ومثقف وأنه الوحيد الذي يفهم في كل شيء ومن هم حوله "قواطي"، عجبي من هذا التفكير وهذه الشخصية النرجسية، فهو يذكرني بذلك الفيل حينما سأل ماذا تعمل لكسب الرزق؟ قال: أعزف على البيانو! فردوا عليه: نعم باين من أصابعك الناعمة. الخلل ليس بوجود مثل هذه الشخصيات في العمل، إنما الخلل في المسؤولين الذين يسمحون بتعيين تلك الشخصيات في مناصب كبيرة وأكبر منهم أيضا، وفي نهاية الأمر "محد ياكلها إلا الموظفون "، والمصيبة أن بعض المسؤولين لم يدركوا بعد بأن لديهم مديرين مكانهم الأساسي والصحيح الطب النفسي، فإصرارهم على تعيين مثل هذه الشخصيات المريضة يروح ضحيتها الموظفون برمتهم، وعندما يتم الاحتجاج على تصرفات هؤلاء المديرين يطلب منهم ضبط النفس والتحمل، مقابل تلف الأعصاب! بصراحة احنا مب ملزومين نتحمل هالعلل!بعض المسؤولين مهما تقل لهم عن عنجهية بعض المديرين وتعجرفهم وتصرفهم السيئ، إلا أنهم يسمعون من هالاذن ويطلعون من الاذن الثانية، وكأن الموظفين ليسوا ببشر ولا يملكون أية مشاعر، والمديرون المتعجرفون هم أصحاب المشاعر والأحاسيس الجياشة والمسؤول من الواجب عليه أن يدافع عن هؤلاء المديرين حتى ولو كانوا مخطئين، بل قد يتطور الأمر إلى تبرير أخطائهم بأنها غير مقصودة.. غير مقصودة؟!خطأ... خطآن... ثلاثة...قلنا! ولكن طول فترة وجودهم في تلك المناصب وهم متمسكون بصفات متعبة ومرهقة للموظف ويرتكبون ذات الأخطاء، صراحة قوية يا سعادة المسؤول! المدير فلان أدري إن تصرفه مب زين وأسلوبه تعبان لكن قلبه طيب! هذا كلام قد يقال من بعض المسؤولين، ولكن هل لك أن تخرج قليلاً من مضمار الواقع إلى قلعة الخيال وتستبصر هذا الموقف، تخيل لو أن لك شخصا عزيزا عليك وفي مكان عملك قام وأعطاك "كف على ويهك" أمام الآخرين، وحينما غضبت من هذا الفعل قال لك "اللي بيني وبينك أكبر من هاي كله وانت تدري إن قلبي نظيف"!! كلام المسؤول قد أخذني إلى تخيل هذا الموقف، ولا تعليق آخر ممكن أن يذكر بهذا الشأن، وأترك لكم حرية تفسير ما أقصد.. يقول لي أحدهم بأنه يعمل في احدى الجهات ومديره ذو شخصية صعبة، وقد اشتكى اليه أحد الفراشين العاملين في هذه الإدارة من سوء تصرفات المدير فكان يقول العامل " أنا كل يوم يسوي دعاء! مدير هذا مافي زين! كل يوم سوي جنجال!" فقال لي: بأن ذلك المدير يترك الفراش الفقير واقفا طيلة فترة التهامه للطعام بعد أن يأمره بفتح الساندويتشات وجلب الفلفل والكاتشاب، فقط يجعل الفراش المسكين واقفا ويتأمل المدير وهو يأكل! ناهيك عن أسلوب التعامل المتدني والصراخ في وجه الفقراء الذين يعملون من أجل لقمة العيش.. الشرهة مب على هالمدير الشرهة على من حطه بها المنصب يمه! ولا زالت الكفاءات مدفونة... ومرمية على الرف! ومما يزيدك دهشة أن بعض المسؤولين يتعمدون ترشيح من هم دون المستوى وسليطي اللسان وسيئي التعامل، وأخلاق متدنية ، فقط لكي يبينوا للوزير بأن "مافي أحسن منهم".