15 سبتمبر 2025
تسجيلما أن انتهى شهر رمضان، وعسى الله تعالى يتقبل صيامكم وقيامكم وبدأت أيام العيد السعيد، هلت علينا بطاقات دعوة للأعراس ودخول عدد من بناتنا وشبابنا القفص الذهبي الله يسعدهم ويهنيهم، وبالطبع فإنه بمجرد أن تبدأ الخطبة ويتم الاختيار والموافقة، تبدأ الحياة الزوجية ويرتبط كل من العروسين ببعضهما البعض ويرسمان معا نموذجا لحياتهما المقبلة وترتيبها وكيفية التعايش مع بعضهما البعض واكتشاف كل منهما للآخر، رغم أن هذه الفترة وهي فترة الخطبة قد يخفي كل منهما بعض ما لديه من سلوكيات وأطباع حتى يظهرا بصورة جميلة ومتكاملة، ولا يمكن أن نلومهما، فكل منهما يأمل أن تختفي تلك السلوكيات التي أخفيت بعد دخول الحياة الزوجية والعيش مع بعضهما البعض في بيت واحد. وقد يكون الاختيار تم بسبب مناسبة الشاب للفتاة من الناحية الاجتماعية والمالية والنسب والعمل وغيرها، ولكن قد يتناسى البعض أو ينسى أن هناك نقاطا مهمة لابد أن تتوافر في كل من الطرفين، على الأهل إيضاحها للزوجين قبل حفل الزفاف الذي للأسف قد يأخذ قدرا كبيرا من الاهتمام من ناحية تجهيز القاعات بكل مظاهر الفرح والأناقة من أكبر مصمم قاعات الأفراح، وتوزيع بطاقات الدعوة والاهتمام بالعشاء للمدعوين. تلك النقاط التي هي أساس كل حياة زوجية تريد أن تستمر وتعمر بدون أي خلافات قد تعصف بها وتدمرها مثلما حدث ويحدث في الكثير من البيوت، نقاط يغفل عنها من يريد دخول الحياة الزوجية بل قد يجهلها تماما وكذلك الأهل!. نقاط تبنى عليها حياة أسرة تزيد في المجتمع ومنها تخرج أجيال متتالية، وأولى هذه النقاط الاحترام بين الزوجين وتقدير كل منهما للآخر والتفاهم بين الزوجين ومحاولة تهدئة الأمور والتفكير بحكمة عند حدوث أي اختلاف في وجهات النظر وإتاحة الفرصة لكل منهما بتوضيح تلك الوجهة والرأي ومن ثم مناقشته واختيار الأفضل من الآراء والحلول حتى تتوحد الوجهات، وكذلك إيمان الزوجين بأن الحياة الزوجية تحتاج إلى شيء من التنازل والتضحية ليتم التوافق وعدم الإصرار على فكرة تخالف فكرة الطرف الآخر، والتأكد من أن الحياة الزوجية شراكة لابد أن تقوم على حسن الظن والاتفاق على بنود معينة حتى تنجح، والأهم من ذلك عدم دخول أطراف خارجية في أي اختلاف بين الزوجين وخاصة من الأهل والمعارف، الأمر الذي قد يزيد النار اشتعالا، وذلك بإضافة وجهات نظر قد تسبب زيادة الخلاف وقبل كل شيء هناك نقطة المودة التي ذكرها الله عز وجل في كتابه العظيم حيث قال: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة)، فهذه الآية الكريمة تجسد كل الحياة الزوجية من السكن والطمأنينة والأمن والمودة والرحمة والتي تنبع منها الحب والعشرة الطيبة، وبذلك تستمر الحياة وتثمر. ومن هذا المنطلق وبسبب حالات الطلاق الكثيرة لابد من إيجاد دورات ومحاضرات للمقبولين على الزواج يحصل هؤلاء فيها على شهادات تؤهلهم لإتمام الزواج.