30 أكتوبر 2025
تسجيل* تعالى البنيان، واتسعت البيوت، واتسع الطريق، وتباعدت الأبواب، وغابت الأصوات، وانخفض ضجيجها.. وغاب الصغار عن الأزقة واللعب في الطرق.. وغابت العفوية واختفت خلف أقنعة التصنع، والمجاملات، غاب وغادر وطمست معالم الماضي بجماله وصدقه وأصالته مع التطور الاقتصادي وبسرعة التطور والتمدن والتقليد! … * أصبحنا نفتقد حقيقة معاني الفرح والبهجة التي تصاحب قدوم المواسم من شهر رمضان والأعياد.. والمناسبات المختلفة. * أصبح التركيز والاهتمام ماذا أختار من هدايا وأضمها في هدية رمضان.. ما يطلق عليه خطأ "نقصة رمضان".. لتأتي حتى العبارة تقليد ! * أصبح البحث في حسابات التاجرات عبر منصات التواصل الاجتماعي من الإنستغرام وعبر السناب شات وما يسبقه ويرافقه من إعلانات عنها وعن الجلابيات وأشكال الحلي وغيرها من أمور وكماليات ارتبطت في أذهان البعض بالشهر الفضيل ! لتضاف هذه الملابس وتخزن وتهمل شهورا.. انتظارا لجديد يصاحب قدوم الشهر الفضيل والعيد.. ونجد التكلف والإسراف عنوانا ورفيقا! * أصبح التكلف في تقديم وتبادل أطباق وفطور شهر رمضان المبارك. لا يعجب ربة المنزل ولا ترضى أن ترسل فطورا لأقاربها وجيرانها وصديقاتها بأواني "موضة قديمة"! ولا ترضى بحافظات الحرارة إلا بأحدث الأشكال والألوان والتصميم ! * تشتري الكميات والأشكال الحديثة لتتباهى بإرسالها.. ولم يقع اهتمامها على ما تحتويه من طعام يعكس شخصيتها و"نفسها في الأكل" ! للأسف تفتقد بعض الأطباق مذاقها ولونها وشكلها الأصلي، اعتمادا على الطباخ أو السعي للتفنن في الأطباق المعروفة والتقليدية ويفقدونها المذاق الأصلي وطريقة التقديم. * طاقة التكلف تدمر كل شيء جميل، وتقتل جمال الحدث واللحظة والمناسبة.. لماذا لا يكون الغرض والنية مشاركة الآخر الطبق والفطور بصدق الطهي وبحب ونفس صاحبتها وتقديمه طبقا شهيا دون تكلف بشكل مناسب وبسيط ومرتب؟ * لماذا لا تقوم ربة المنزل وتنتقص الأكلة المعينة التي اشتهرت بطبخها وترسله لمن تحب، بشكل بسيط وسهل التقديم وسهل إعادته بأكلة معينة وطبق يحبونه.. * التكلف متى دخل في كل شيء وأصبح عنوانا للهدايا ولنقصة الطعام.. أصبح عائقا ومزعجا وسببا في غياب المعنى الجميل والحقيقي للمشاركة والفرحة.. * آخر جرة قلم: المبالغة من البعض في الأواني والأطباق وهدايا ما قبل رمضان وهدايا القرنقعوه، وهدايا العيد والمبالغة في أشكال توزيع العيدية.. وغيرها من مناسبات ومواسم يرافقها التكلف والمبالغة؛ جعلت الناس تتكلف وتستصعب التواصل وجعلها تحرج البعض من التواصل أو استقبال أشكال الهدايا، وانعكاس ذلك على العلاقات وتواصلها الحقيقي المبني على الحب! "تهادوا تحابوا" متى كانت الهدية بسيطة ولكنها انتقت وشريت وأرسلت بحب.. فهي تصل بحب وتقدير، ومتى كانت النية التكلف وإظهار التميز دون حب التواصل والإهداء؛ضاع الغرض معها! وبين كل تلك الأواني الفخمة وكل التفنن في تقديمها.. يبقى صحن هريس يعلوه دهن قطري لذيذ ويفرح، وطبق لقيمات مقرمش يسعد، وكيس قماش لحلويات ومكسرات قرنقعوه الأصلي يبهج.. الكبير قبل الصغير.. التكلف والمبالغة والتقليد للغير وافتقاد الإحساس والمشاعر في المناسبات وهداياها؛ دمر كل شيء جميل.. TW:@salwaalmulla