09 سبتمبر 2025
تسجيللاحظت على نفسي وعلى بعض من حولي تأجيل ما لايجب تأجيله من أمور وأشياء حياتية يومية، وقد يكون في كثير من الأحيان عدم القيام بالأمر بتاتاً بعد فوات الأوان فلماذا التأجيل؟ لماذا نؤجل قراءة كتاب جديد اقتنيناه لقناعتنا بفحواه، ولكننا أجلنا قراءته لسبب ما ولم نقرأه حتى الآن؟ لماذا نؤجل زيارة عزيز لم نره منذ فترة أو مريض و بعد مرور أيام بل أسابيع وأكثر من ذلك نندم على التأجيل؟ لماذا نؤجل أداء بعض الفرائض الدينية وخصوصاً الصلاة مع علمنا باستحقاقها ودخول وقتها وقد ننساها وكذلك تنسى لاسمح الله! لماذا نؤجل قضاء بعض أيام الصيام والتي أفطرناها في رمضان لسبب شرعي ولانقضيها إلا حين يدنو رمضان؟ لماذا نؤجل العزاء في يومه الأول قائلين نذهب فيما بعد وتنتهي مدة العزاء ولانقوم به؟ لماذا؟ ولماذا ولماذا نؤجل أشياء كثيرة لايجب تأجيلها؟؟؟ هل هو كسل؟ أم عدم قناعة؟ أم أنه النسيان الذي جاء كنتيجة للتأجيل المستمر، وأحياناً يؤجل البعض أمورا بدون سبب وتأتي أمور في اليوم الثاني تمنعه من القيام بالمطلوب وكان بإمكانه القيام به أمس. أعرف صديقا يقوم بكل الأشياء أولاً بأول وقد تحدثت معه في الأمر فقال: «إنني أحب أن أقوم بما أريد حتى أمسح هذا العمل من تفكيري ولا أعيش معه كثيراً ويستنزف وقتي خصوصاً وأنني لابد أن أقوم به فلماذا لاأعمل بالمقولة التي تقول: «خير البر عاجله»، و»لاتؤجل عمل اليوم إلى الغد»، تعودت على ذلك وأجد فيه راحة تامة وأصبح طبعي..! وعندما يطلب منا أحد القيام بعمل ونوافق عليه ونعده بتنفيذه مهما كان بسيطاً وسهلا فيجب ألانلهى عنه حتى لاننساه حيث إن هذا الأمر البسيط عند قيامنا به مهم جداً لصاحبه وينتظره منا. لايؤجل بعضنا حضور الأفراح لأن مدتها سويعات في حين يؤجل القيام بواجب العزاء معتمداً على الأيام الثلاثة وقد ينسى ذلك أو يتناساه أحياناً! ولايؤجل بعضنا أمورا فيها استفادة دنيوية وخصوصاً المادية في حين يتناسى الأمور الدينية ويتكاسل عند القيام ببعضها، والآخرة خير وأبقى. «رفض المصطفى صلى الله عليه وسلم أن يصلي الجنازة على مديون إلا بعد أن تكفل أحد الصحابة بسداده، فسأله صلى الله عليه وسلم في اليوم التالي هل سددت دينه؟ فقال لا. وسأله في اليوم الذي بعده فقال لا وتحاشياً من استمرار سؤاله صلى الله عليه وسلم، قام الصحابي بالسداد بعد بعض التأجيل بسبب شح المال فقال صلى الله عليه وسلم: الآن برد عليه قبره» فعبرتنا هنا ألا يُؤجل ما لا يجب تأجيله. ◄ آخر الكلام: لا تؤجل عمل الخير ولا تضع المعوقات لتنفيذه، توكل على الله فيما أنت مقتنع بالقيام به. [email protected]