13 سبتمبر 2025

تسجيل

{عبدالفتاح} تاني !

14 أبريل 2019

عُزل البشير وسقط ! ثم ولى ربيبه ووزير دفاعه عوض بن عوف نفسه رئيساً ثم سقط ! وحتى لحظة كتابة هذه الحروف الأولى من المقال رُشح عبدالفتاح برهان المفتش العام للقوات المسلحة السودانية ليكون رئيساً وقد يكون قد سقط حين نشره ! لن أقول بأننا أمام أحداث متسارعة في السودان الذي كنت قد كتبت مقالاً فيه قبيل إسقاط عمر البشير ورأيت أن عزله مجرد وقت ليس إلا قبل أن يعلن السودانيون نجاح ربيعهم العربي، ولكن هل نجحت فعلاً الثورة السودانية أم أننا مقبلون بما نشهده أيضاً في الجزائر التي نجحت هي الأخرى في إقصاء بوتفليقة الذي ( احترم نفسه ) وأعلن استقالته وترك ساحته بعد 15 سنة قضاها رئيساً لبلد المليون شهيد، بعكس عمر البشير الذي ورغم ضجيج الشوارع التي كانت تتعالى لمسامعه إلا أنه كان يخرج في كل مرة رافعاً عصاه ويلوح بها أمام معارضيه ويعد وعوداً استهلاكية بإصلاحات أتت في الوقت الضائع ؟! فكل المشهد السوداني اليوم يدل على أننا أمام عصر ( عسكر ) يشبه إلى حد بعيد ما حدث في الجارة ( مصر ) التي يحكمها العسكر وانقلب العسكر فيها على بعضهم حتى وصل الأمر لانتخاب حكومة مدنية برئاسة محمد مرسي فك الله سجنه سارع العسكر بعدها للانقلاب عليها وتولى رئيس الانقلاب ( عبدالفتاح السيسي ) سدة الحكم فيها بالرصاص والدم، واستمر الحال في مصر حتى الآن على السوء الذي نشهده للأسف من انحدار سياسي واقتصادي، ما كان للقاهرة أن تصل له لولا عباءة العسكر الدامية، التي باتت ترتبط بالدول العربية وكأنها القدر الذي لا مفر منه، ولذا يخرج اليوم ( عبدالفتاح ) آخر في السودان لا يعلم أحد إلى متى سيجثم على صدور السودانيين، وهل سيخرج نافياً ومنكراً ويقسم بالله أيماناً مغلظةً أنه لا طمع لديه في الحكم، وأنه إنما جاء مخلصاً لآلام السودانيين، وأنه قائد مرحلة مؤقتة ستنتهي، وسيفرض بعدها الشعب كلمته في حكومة مدنية منتخبة لا دخل للعسكر فيها، الذين يقع على عاتقهم فقط مهمة أمن البلاد والعباد والمرابطة على الحدود لسلامة الوطن ؟! هل سيخرج ( عبدالفتاح السوداني ) بما خرج به ( عبدالفتاح المصري ) يوماً من ( سبسبة ) بعينيه ( وسهوكة ) بحديثه ليلين بها قلوب شعبه ( المرهفة ) ويتركوه ليفعل كل ما يعد به أم أن الشعب السوداني لن يُخدع بما خُدع به شعب مصر وسيعملون على استئصال أشباه ( عبدالفتاح السيسي ) من على أرضهم، وأن ما جرى في مصر لا يمكن أن يجري على أرض السودان وإن تشابهت الأسماء ؟! كما أن ما يطلبه السودانيون هو ذاته ما يصر عليه الجزائريون، وهو اقتلاع النظام برموزه وأذنابه وأتباعه وكل منتسبيه، وأن من يجب أن يتسيد مشهد الحكم في كل من السودان والجزائر هي حكومات مدنية منتخبة حسنة السيرة والسلوك والتاريخ والفعل وردود الفعل، ولكن هل يتحقق هذا؟ خصوصاً وأن الفاعل الأبرز في إشعال كل هذه المطالب هي المعارضة التي لا تفعل أيضاً ما يمكن أن يُطلق عليه اسم الوطنية الخالصة، فقد اعتدنا في أجواء الثورات العربية أن تتضح نيات المعارضة بما يحقق مصالحها في الدرجة الأولى لتأتي مصالح البلاد ثانياً وعاشرا !. عموماً في أقل من 48 ساعة عُزل رئيس وعُين رئيس آخر ليسقط ويُعين آخر في السودان ولا يبدو أن الأمر سيتوقف عند هذا الحد في السودان الذي يُعرف هو الآخر ببلد الثورات، ولكن يبدو هذه المرة أنه مقبل على أهم ثورة في تاريخه ليس لأن العسكر العامل المشترك في كل ثوراته فحسب، ولكن هناك من يريد أن يتلاعب بالثورة من بعيد ولعل تعيين ( عبدالفتاح ) آخر هو بداية هذه اللعبة التي مرت على المصريين فجعلت نساءهم يرقصن في الشوارع، ولكنها قد لا تمر على السودانيين الذين يجهلون فن الرقص، ولكن قد تختار إحدى فتياتهم نفسها أيقونة للثورة ومع هذا ستنجح ثورتهم مع إسقاط ( عبدالفتاح ) .. صدقوني .! فاصلة أخيرة : الشعب ( داير ) إسقاط عبدالفتاح ! . [email protected]