18 سبتمبر 2025

تسجيل

كيري في اليابان يرفض الاعتذار!

14 أبريل 2016

وصول وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، إلى مدينة هيروشيما اليابانية -التي تعرضت لأول ضربة نووية في التاريخ في السادس من آب/أغسطس 1945 وبعد أن انتهت الحرب العالمية الثانية فعليا في 9 مايو/مايو 1945- رفضَ الاعتذار للشعب الياباني عن إلقاء أمريكا للقنابل الذرية على المدينة (وعلى ناجازاكي!)، فمات رأسا ما يزيد على الـ150 ألفا من الضحايا الأبرياء. تهرّب كيري في مقابلة مع إحدى الصحف اليابانية، من الرد على سؤال حول تقديم اعتذار عن هذا القصف؟ واكتفى بالدعوة إلى "عالم بلا أسلحة نووية". كما أبدى جون كيري تأثره العميق لدى زيارته "متحف السلام" أمام "قوة الصور التي تقطع الأحشاء. والأدلة التي تؤرخ لما حدث"، وحض الرئيس باراك أوباما على زيارة المكان. الذي يمتلئ بصور ضحايا الهجوم النووي الأمريكي. من الذين أصيبوا بحروق بالغة، كما تُعرض ملابسهم الممزقة والملطخة بالدماء، إلى جانب تماثيل تذكارية تصف حالهم واللحم يذوب من أطرافهم. وبناء على اقتراح من كيري، زار وزراء "مجموعة السبعة" موقع قبة القنبلة النووية، وهو أطلال للمبنى الوحيد الذي بقي قائمًا قرب موقع انفجار القنبلة، والمدرج على لائحة التراث العالمي في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو).يحاول دوما كيري الهروب إلى الأمام من أخطاء ولاياته المتحدة، لكنّ التاريخ الشاهد على تلك الأخطاء يأبى أن يمحو من دفاتره ما خطه من سبقوا رئيسه أوباما. بحبرهم الأسود ضد الإنسانية والبشرية. فضحايا القنبلة الذرية الأمريكية ما زالوا يذكِّرون بأصواتهم العابرة للزمان والمكان، بما فعلته اليد الأمريكية، التي ألقت على هذه المدينة اليابانية قنبلة الموت الكبرى. وزرعت القتل والتشويه في الحياة والأجنة لعشرات السنين القادمة. كان ضرب القنبلة إرضاء للغرور والصلف والغطرسة الأمريكية، ليكون رسالة للعالم أجمع، بأن السيد الأمريكي لن يتورع للحظة واحدة. عن "تدفيع" شعوب المعمورة، ثمن كل مقاوَمة للهيمنة الأمريكية. حتى ولو كان الجيش الامبراطوري الياباني قد استسلم. وفرض عليه الجنرال ماك أرثر، وثيقة الاستسلام. ولم يعد بالضرورة أهمية عسكرية أو إستراتيجية لقصف هيروشيما وناجازاكي بالقنابل الذرية! لم يكن عبث القنبلتين سوى رغبة لدى الرئيس هاري ترومان بأن يجعل من اليابان وشعبها حقل تجارب لأسلحته الشيطانية، كي يتم فتح الأبواب على اتساعها، لازدهار صناعة السلاح الأمريكي. وليزداد المجمع الصناعي العسكري المالي قوة وجبروتًا وإمساكًا بخيوط اللعبة السياسية في واشنطن. وتأثيرات ذلك كله على المعمورة، التي بدأت تشهد منذ ذلك الوقت حربا باردة، أخذت طابعًا أيديولوجيًا مُحتدِمًا بين الرأسمالية والاشتراكية. ولكن وِفق سيناريو أمريكي خطط جاهدا لعسكرة العلاقات الدولية. وعدم السماح للشعوب المحتلة أراضيها بالتحرر والانعتاق واختيار طرق وأنظمة حكمها. بعيدًا عن الهيمنة والنهب الاستعماري للثروات وموارد البلدان. تصف الدوائر السياسية والدبلوماسية الغربية الزيارة التي قام بها جون كيري إلى متحف "نصب السلام" في المدينة المنكوبة، على هامش اجتماعات وزراء خارجية دول "G7" التي ستعقد قمتها في السادس والعشرين والسابع والعشرين من الشهر الجاري في اليابان، بأنها "تاريخية" بهدف إجراء "مصالحة تاريخية" لبلاده مع تاريخها الياباني المفعم بالمرارة والألم من اليابانيين، إلا أن ذلك ليس من السهل تحقيقه، نتيجة إصرار الإدارات الأمريكية المُتعاقِبة على عدم الاعتذار عن الجريمة البشعة بحق اليابانيين! في الوقت الذي لم يبادر فيه أي مسؤول في أي إدارة أمريكية. لمجرد إبداء الندم أو الاعتذار عن الجريمة النكراء. وقتل الضحايا لمجرد القتل. إنها الغطرسة الأمريكية. التي ما زلنا نواجهها حتى اللحظة. والمعبّر عن أحد أهم أشكالها. في دعم تعنت وصلف الكيان الصهيوني. ورفضه المطلق لأي من حقوق شعبنا الوطنية. ونصرته وحماية احتلاله وجرائمه واستيطانه من أي إدانة دولية.