18 سبتمبر 2025
تسجيليستأنف طلبة المدارس — الاحد المقبل — ان شاء الله، دراستهم فيما تبقى من العام الدراسي، بعد اجازة منتصف الفصل الثاني، على امل صدور قرار حكيم من صاحب قرار في وزارة التعليم، يخفف عنهم عناء ما يوصف بساعات التمدرس، وما زلنا نستغرب تاخر هذا القرار السليم. فما سر الاصرار على احتجاز تلاميذ صغار وطلبة يافعين حتى وقت متأخر من النهار ليعودوا خائري القوى نابذي التعلم، جراء ذلك التعنت وتعمد المشقة؛ فيما يتعامل مسؤولو التعليم ونسوته المتغطرسات بأساليب أشبه بحالة انفصام عن واقعنا المعاش!! ندرك ان عوامل عدة تدفع بالطلبة الى الزهد في طلب العلم والانصراف عن الجد الى اللهو والترف، الا ان مقدار الحصص ومداها الزمني، يفاقمان من تدني مستوى الدافعية نحو التعلم، ويزيدان من قلقنا عليهم، فأي مبرر مقنع يجيز احتجازهم من صبيحة كل يوم الى قبيل العصر، على مقاعد خشبية تحت قصف اجهزة التبريد، واخضاع اذهانهم بكلمات واصوات عالية تصدع رؤوسهم وتشتت افكارهم، وأثقال من كتب وكراسات وادوات تحاصرهم وتنهك قواهم وتعوق نموهم.. ليخرجوا من زمهرير المكيفات الى سعير الصيف ويمكثوا بين ارتال السيارات في زحام مرير سئمنا الحديث عنه؟. لماذا نجبر على مخالفة ابسط قواعد التربية السليمة ونمنع من حماية اجيالنا وهم رجال الغد.. وهل ندرك بتلك الاوضاع شرفا او نحقق بهم غاية نصبو اليها؟!. ليت الذين نوجه لهم هذه السطور يهيئون لأولادنا اجواء مشجعة داخل المدارس، ما زلنا نفتقدها منذ عصف النظام التعليمي قريبا بسفينة التعليم، فجاء الدخلاء على الميدان والمجتمع ليخرجوا انفسهم من حفر التخبط، لكنهم اوقعونا معهم في كمائنها. وقد زال ذلك النظام الهجين وعادت وزارة التعليم والحمد لله، فاصبح لزاما الاستجابة لما يبديه اركان عملية التعليم من رؤى واصلاحات، ومنها تعديل وقت انصراف الطلبة ليعود الصغار عند منتصف النهار 12 ظهرا، يتلوهم طلبة المتوسطة 12.30، ثم الثانوية في الواحدة ظهرا. وهكذا نصنع فارقا زمنيا مريحا يضمن امنهم وسلامتهم وتعود الحافلات بركابها الأحبة قبل أذان العصر، ونسهم عمليا في التغلب على ازمة الزحمة الخانقة. المعلم والطالب كلاهما يحتاجان قسطا وافرا من الراحة والتجهيز ليوم دراسي آخر، وهما يتمتعان بهمة عالية ونشاط محفز، وهذا الشأن الخاص بتعديل توقيت انصراف الطلبة مهم وعاجل، وليس مرتهنا باستكمال التشكيل الوزاري (المعجزة )! او تنظيم هيكلة الوزارة التي يتخذها ذكور وزارة التعليم وإناثها ذريعة للتأجيل أو التعطيل، الى أن يحصلوا على نصيبهم في توزيع الغنائم.