15 سبتمبر 2025
تسجيلتعلمنا في حياتنا المهنية أن الصحافة أمانة الكلمة، وأنها حصانة المجتمع وروح الوطن وسلطة مكملة تبني ولا تهدم.. وعلمتنا الصحافة أنها سلاح الفكر، تأثيرها أشد من الرصاص لأنها تدخل في كل بيت وكل عقل وتستقر في الأذهان.. أكتب هذه المقدمة لأننا في زمن نشاهد فيه من لا يهتم لمثل هذا ولا يحمل وزناً للكلمة بل هناك من أصبح يخرج علينا عبر منصات إعلامية مختلفة ليثير الأزمات وينشر التعصب ويفرق بين المجتمع ويصنف الأشخاص والمؤسسات، ويلقي تهمه يميناً ويساراً بحجة الدفاع عن هذا النادي أو ذاك ولم يكتفوا بذلك بل وصلوا لقمة الهرم الرياضي الذي هو في الحقيقة يمثل الدولة ولا يمثل أندية، لنخرج من روح الرياضة ويدخلونا في دهاليز السياسة والحروب وتصنيف المجتمع بل وصل الحديث بهم بأن يصفوا مجتمعنا الخليجي بأنه مجتمع لا يتمتع بالرجولة بل ويصل بهم الحال باتهام أبناء وطنهم بأنهم يستعينون بعملاء لإحدى الدول، ليس هذا خطاباً رياضياً ولا نقداً بل هذا خطاب من لا يعي أهمية الكلمة ولا يستحق أن يكون سفيراً لها ومن يلام هنا تلك المنصات الإعلامية التي تفتح لهم منصاتها.الجهات الرقابية لابد اليوم أن تعمل ليس من أجل تكميم الأفواه بل من أجل حماية المجتمع ولحمته وسلامته من هذه الآفات التي تنخر في صميم المجتمع وفكره بلا مسؤولية، وتعتقد أن سقف الحرية يعطيهم الحق في قول ما يشاؤون بدون رقيب أو حسيب.لو كنت مسؤولاً في تلك البرامج لأوقفت الحديث وقدمت الاعتذار وأمرت ولم أقل طلبت، بل أمرت بأن يخرج من يتحدث بهذا الكلام احتراما للوطن ومجتمعه وللمشاهد واحتراماً للمجتمع الخليجي الذي وصف بأنه مجتمع لا رجولي، لأنهم يذهبون ويلعبون كرة القدم في دولة ما أياً كانت هذه الدولة، فهذا الوصف لا يليق وهذا الخطاب لا يقبل ولا يمرر لأي كان.. ولا يمكن أن أسمح بأن يستمر شخص في البرنامج وهو يقول إن أبناء وطنه ومؤسسات حكومية وإعلامية تستعين بالعملاء لمحاربة ناديه، أي حديث وأي نقد وأي عقل من الممكن أن يسمع بمثل هذا الكلام ويستمر من يقوله في البرنامج ليبرر ويحاور ويقنع.رسالتي اليوم للأخ العزيز علي الحديثي الذي يعلم محبتي له بأن لا يمر هذا الأمر مرور الكرام، وأن يعتذر البرنامج ومقدمه عن هذا الخطاب الإعلامي الذي لا يليق بهم ولا بمجتمعنا في هذا الوقت وأن يعملوا على اختيار دقيق لضيوفهم فلم يعد من المناسب تصدير دعاة التعصب، وذات الرسالة أوجهها لأخي وصديقي خالد جاسم بأنه لا يليق بمجلسكم أن يخرج منه هذا الحديث دون أن توقف الحلقة كما أوقفتها في مرات سابقة لأمور أقل من ذلك، وتطلب اعتذار الضيف وتأمر بمغادرته فليس مجلسكم مقراً لتوزيع التهم والإهانات.