16 أكتوبر 2025

تسجيل

لا لمركز الادمان

14 أبريل 2014

لاول وهلة يعتقد القاريء اننى لست مع افتتاح مركز للادمان فى قطر الذى اعلن عنه مؤخرا كأول مركز لعلاج وتأهيل مرضى الادمان سيفتتح فى الدوحة قريبًا، ويهدف الى تقديم خدمة عالية المستوى وبقدرات متنوعة، يصل الى مستوى عالمى فى الخدمة، ويضم 28 سريرًا وأكثر من 100 طبيب واداري. هذا المركز كما نشر عنه سيوفر الرعاية الطبية على مستوى عالمى للمواطنين، فضلا عن اجراء دراسات حول أسباب الادمان والبرامج التوعوية لوقاية الشباب بالمدارس والأندية الرياضية.انا هنا بصدد الاعتراض على مسمى مركز للادمان وكما هو معلوم فادمان المخدرات والكحول من الآفات الاجتماعية المدمّرة التى ينبغى مكافحتها. لكن مصطلح مركز للادمان يطول شريحة من الناس يستهجنها المجتمع وينظر الى مرتاديه نظرة شذر واحتقار، فكيف لشخص مصاب بالادمان يراه الناس يدخل ويخرج الى هذا المركز دون ان يشار اليه بهذه الصفة، فهذا طبيعى ان يجعل المريض يحجم عن ارتياد المكان لمجرد ان اسم المركز يوحى مباشرة كونه مريضا بادمان المخدرات والكحول والفساد وغيرها من الممارسات المشينة.ادمان المخدرات ظاهرة استفحل أمرها وانتشر خطرها فى كل العالم.. ورفقا بابنائنا جيل المستقبل الذى نعتمد عليه فان انشاء مركز مخصص لهذه الفئة امر مطلوب، لكن دون الاشارة مباشرة للمدمن كون المخدرات آفة يحاربها المجتمع وينبذ متعاطيها، لذلك فوجود مركز مثل هذا يتوافر فيه متخصصون نفسيون حتما سيساعد فى القضاء على ظاهرة الادمان بكل انواعها خاصة وان القائمين عليه ركزوا جل اهتمامهم بضم عيادات متخصصة لتقييم الحالة تقييماً شاملاً لمعرفة المضاعفات ووضع العلاج لها بالأدوية النفسية.نعترف ان اختلال الدور الاجتماعى من العوامل الحاسمة التى تقف وراء الادمان فالوفرة المادية وضعف الرقابة الأسرية والاجتماعية من أهم الأسباب المؤدية لتعاطى المخدرات، والسلوك الانحرافى للنشء يرتبط ارتباطا وثيقا بالضعف العقائدى والقيمى فضعف الوازع الدينى وضعف التكوين القيمى له أثر فعال فى الميل الى الاقبال على تعاطى المخدرات وهنا ينبغى التركيز على تقوية التكوين الدينى لدى الشباب من خلال عملية التنشئة الاجتماعية والتربوية لمواجهة هذه المشكلة.الادمان حالة مَرَضية وفكرة تسيطر على شخص ما تتحوّل الى هوس ثم شيئاً فشيئاً الى مرض متأثراً بعامل الوقت.، فهناك عادات جديدة دخلت فى خانة الادمان مثل ادمان الانترنت، الكمبيوتر، العمل، النوم، وبالمقابل هذا المصطلح استخدم ضمن افات اجتماعية سيئة مثل ادمان المخدرات، السرقة، الفساد، الجنس وغيرها من الافعال التى تتخطى ممارستها الحدود المعقولة، وتؤثر بشكل سلبى على حياة الشخص وعلاقاته بالمجتمع، وهم المقصودون فى هذا المركز.من هنا ندعو الى اعادة النظر فى مسمى المركز من مركز للادمان الى اى مسمى آخر بعيدا عن الحالة المباشرة، ونقترح فى هذا الصدد مثلا اسم مركز الحالات المستعصية او مركز العلاج الاجتماعى أو مركز اصدقاء المجتمع أو مركز............. الخوجود مركز فى قطر لهذا التخصص سيسهم بنسبة كبيرة فى سرعة التعافى نظرًا للحالة النفسية الجيدة التى سيكون عليها المريض من خلال وجوده فى وطنه وبين أفراد أسرته.. وتحت مسمى يشجعه . وسلامتكم