13 سبتمبر 2025
تسجيلبعد أقل من شهرين من الآن سوف تعيش تركيا الشقيقة حربا انتخابية يتصدرها الرئيس الحالي لجمهورية تركيا العزيزة رجب طيب أردوغان لآخر مرة يترشح فيها لانتخابات الرئاسة كما صرح في تصريح سابق له، مفسحا المجال على حد قوله لجيل الشباب الواعد لينهض ببلده وشعبه ويكمل مسيرة النماء والتطور الذي أسسها من قبله وهو تفكير الرجل الذي يفكر بمصلحة بلاده لا بمصلحته هو في البقاء في سدة الحكم حتى يشاء الله. وفي نظري أن الرئيس أردوغان المؤسس الحقيقي لتركيا الحديثة التي وصلت اليوم لمصاف الدول التي تُدعى لصدارة المجلس وتعتلي منصات الاجتماعات الدولية وتتحدث بصوت عال خاليا من أي مطبات سياسية كالتي يقع بها المتحدثون من بعض الدول التي يرون أنهم من دول متطورة وكبرى لا يمكن أن تقع في الخطأ الذي يمكن أن تقع به أي دولة مبتدئة في نظري ولكن تركيا اليوم وبحسب ما يرصده الإعلام بغض النظر عن هويته أثبتت أنها دولة عظمى إذا ما تمت قراءة المعطيات الناتجة عن حجم الدور السياسي الذي تلعبه أنقره في كافة القضايا لا سيما القضايا التي تلوح على ضفاف البحر المتوسط وعلى حدودها المشتركة أو في كل شائكة أو معضلة ترى تركيا أنها يمكن أن تؤثر على الداخل التركي الذي يحرص الزعيم أردوغان نفسه على أن يظل متماسكا وقويا وآمنا ولا يخضع أو يخنع لأي قوة أجنبية تحاول أن تضعضع هذه المتانة فيه. ولذا فإنه من الواضح جدا أن الانتخابات التي سوف تكون بعد أقل من شهرين من الآن داخل هذا البلد الجميل سوف تجلب أنظار العالم ليس لأنها انتخابات تحدد رئيسا وحكومة فقط وإنما لأن الطرف الأقوى بها هو رجب طيب أردوغان الذي يمثل صديقا لكثير من زعماء العرب والعالم فإنه أيضا يمثل عائقا أمام آخرين ممن يرون فيه القائد المتمرس في ردع خصومه بتصريح صغير منه والقادر على قلب الطاولة عليهم في أي اجتماع يكون هو الجالس فيه في الصدارة ويعامل الجميع بالطريقة نفسها التي يُعامَل بها دون أن يقول كلمة فأفعاله تبدو واضحة للطرف الآخر ولذا لا عجب إن رآه كثيرون صديقا منيعا لهم بينما يتوجس البعض من التعاطي معه لمهارته التي يبدو عليها في أفعاله ونظراته وعليه لا يمكن لخصومه ومنهم رئيس المعارضة في بلاده السيد كمال قلجدار أوغلو وهو رئيس حزب الشعب الجمهوري أن يغفل عن صفات (أردوغان) في السباق الانتخابي. رغم تقديم أحزاب أخرى مرشحين لهم لكن المراقبين يرون بأن المنافسة الحقيقية سوف تنحصر بين هذين الاثنين بعد أن امتنع أوغلو عن الترشح في انتخابات عامي 2014 و2018 ولقي آنذاك انتقادات كبيرة إزاء ذلك لكن هذا العام لا يبدو أن الأمور سوف تسير بنفس الهدوء الذي سارت عليه الانتخابات السابقة وفي نفس الوقت لا يبدو أيضا أن المهمة صعبة أمام الرئيس أردوغان الذي وضع بصمات حكمه العميقة في نماء وتطور تركيا التي لم تكن لتبدو على ما هي عليه إذا ما كان هناك رئيس يمنح أكثر بكثير مما يمنع ويعطي أضعاف مما يمكن أن يبخل به وقد يحالفه الحظ الأكبر في ولاية أخرى يسهم فيها ما يمكن لتركيا أن تثبت أقدامها سياسيا واقتصاديا وأن (عتبة الباب) لا تليق بدولة بحجمها وأنها قد تجاوزتها بأشواط كبيرة وقادرة على أن تجتاز أكثر منها بمراحل وهذا إن عاد الفضل الأول فيه لله تعالى الذي وفق النية وسدد الخطى فإن الفضل الذي يعقبه هو لشخص الرئيس أردوغان الذي عرف كيف تُدار السياسة وماذا يدور في الغرف المغلقة التي تدور رحى الاجتماعات بها بعيدا عن أنقرة ووظف كل ما يملكه من حواس متيقظة لما فيه صالح البلاد والعباد معا. وأنا أتمنى حقيقة لتركيا رئيسا وحكومة وشعبا دوام التقدم والنجاح وأن تزهر الديمقراطية في انتخاباتها مما فيه صالح هذه الأرض وذلك الشعب بإذن الله.