17 سبتمبر 2025

تسجيل

القبس وحوار الشيخ حمد بن جاسم

14 مارس 2022

يشكل حوار الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني رئيس الوزراء ووزير الخارجية الأسبق، إشكالية لم يسبق أن عهدها مسرح السياسة العربية ولا حتى ربما الأجنبية، والإشكالية هي القضية التي تحمل تناقضاتها في داخلها، كمقولة المستبد العادل التي ما برحنا نرددها بكثير من التفاؤل. حتى الآن مرت حوالى 55 حلقة من هذا الحوار الذي يبدو طويلاً ويغطي مساحة كبيرة من الأحداث والزمن، ويبدو الإشكال في طريقة تناول الشيخ حمد للإسئلة والسرحان بها حيث يشاء بشكل يجعل من الإجابة في ذهنية المستمع مشروعاً للشك ولليقين في نفس الوقت، مع اعترافه مسبقاً بأنه لن يقول كل ما يعرفه. فهو إذاً حوار مكتمل شروط الرضا والقبول وللدور الذي لعبه استناداً إلى وجود سمو الأمير الوالد، الذي كان هو بالفعل وراء تحول دور قطر من لاعب صغير إلى لاعب رئيس وأساسي في كثير من تحولات المنطقة في تلك الفترة الهامة من تاريخ المنطقة والعالم، وجعل هذا الدور موضوعاً للنية الصادقة العرضة للخطأ والصواب، تناول الإجابة عَلى قضايا كثيرة وفي نفس الوقت يطرح نقيضها من خلال عبارات "ربما ما كان يجب ان نفعل كذا… أو ما كان عَلى دولة بمثل حجم دولة قطر أن تتكفل بكل هذه الملفات في حالة تقاعس الغير… أو أحيانا نكون متسرعين.. الخ هذه العبارات التي تدل ليس عَلى الندم، وإنما على النقد الذاتي غير المسبوق في دنيا السياسة العربية وتلافياً للنقد في شكله العنيف والمطلق. كان بالإمكان أن تفرز هذة الإشكالية تطوراً إيجابياً لو أن طرح القضية ونقيضها أنتج تركيباً ثالثاً يدفع بالدور القطري إلى الأمام، لكن غياب المجتمع ورأي الأوساط الاجتماعية، أو ما يسمى بالرأي العام أبطل اكتمال هذة القضية الجدلية الكاملة، فأصبحت القضية جدلاً سالباً نظراً لعدم تطوره واكتماله. عَلى كل حال، يمثل الشيخ حمد بن جاسم ظاهرة سياسية بلا شك في زمن سياسي عربي لا معياري غير مسبوق، كما شكل سمو الأمير الوالد ثورة عَلى نمط القيادة العربية بشكل عام في حينه بحيث بدا مناضلاً يعتلي كرسي الحكم، وهذا في حد ذاته وضع يحتاج إلى تفكيك ودراسة في عبقرية التلازم. [email protected]