05 أكتوبر 2025

تسجيل

قطر مـدرسـة السيـاسـة والدرايـة !

14 مارس 2021

لم أملك وأنا أرى مشهد توسط سعادة وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني كل من وزير خارجية تركيا الشقيقة مولود تشاووش أوغلو ووزير خارجية روسيا الصديقة سيرغي لافروف في المؤتمر الصحفي الذي جمعهم في الدوحة مؤخرا بعد زيارة لهما للبلاد إلا أن أعلق بجملة نشرتها في حسابي على تويتر مرفقة بهذه الصورة: ( مدرسة قطر للسياسة والدراية ) وكنت أعني فعلا هذه الجملة باعتبار أن قطر باتت شريكا يعتد به في أخذ رأيها للقضايا الدولية المصيرية والقضايا العربية الشائكة لا سيما سوريا التي تدخل روسيا وتركيا طرفين رئيسيين فيها ورغم اختلاف مواقف المجتمعين والذين يمثلون أطرافا تلعب دورا في أحداث سوريا لا سيما تركيا التي تعمل على تأمين حدودها المشتركة مع سوريا من هجمات الأكراد المعادين للحكومة التركية والذين ينتمون إلى حزب العمال الكردستاني الذي كان قد بدأ تمردا مسلحا في جنوب شرق تركيا عام 1984 ووضعته تركيا والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي على قائمة الجماعات الإرهابية ورغم محاربة أنقرة لأفراد هذا الحزب لأربعة عقود متتالية إلا أنها لم تقتنع بهذه الانتصارات ولاحقتهم حتى الشمال السوري المشترك مع بلادها بالإضافة إلى أن تركيا تحاول التخفيف من وطء اللجوء السوري المتضخم للأراضي التركية من خلال محاولة إعادة 4 ملايين سوري لاجئ لأراضيهم في سوريا وتوفير بيئة آمنة لهم قبل تنفيذ هذه السياسة، نظرا لما باتت أنقرة تتحمله من لجوء ملايين السوريين الذين شردتهم الحرب وغارات الموت إلى حدودها وأراضيها ومحافظاتها والتزام الجمهورية التركية بإيوائهم والتكفل باحتياجاتهم بالصورة التي باتت عبئا يضاف لمسؤولية حزب العدالة والتنمية الحاكم في صورة يحاول خصوم الرئيس أردوغان استغلالها للتقليل من قدرته على إدارة البلاد بالشكل المطلوب والذي يطمح له الشعب التركي وإن كانت تركيا تعمل لأجل مصالحها وتأمين حدودها وأراضيها وإرجاع المواطنين السوريين المشردين لوطنهم فإن روسيا وكما يقول المراقبون السياسيون جاءت إلى سوريا لتبقى فقد دخلت سوريا بعد اندلاع الثورة فيها عام 2011 بأربعة أعوام أي في عام 2015 بعملية قالت موسكو آنذاك إنها تهدف إلى القضاء على تنظيم داعش الإرهابي ليتحول الواقع بعد هذا إلى أكبر وأطول تدخل خارجي للجيش الروسي منذ انهيار الاتحاد السوفييتي وتندمج أهداف روسيا حينها بين القضاء على التنظيمات الإرهابية في سوريا وبين مساعدة النظام السوري الذي يمثله بشار الأسد على البقاء والاستمرار ضد الثورة التي بدأت بالمطالبة برحيله وإسقاطه وانتهت إلى حرب هوجاء كان ضحيتها الشعب السوري بعد تدخل وبروز عدة أطراف فيها دون اتضاح نواياها من هذه الفوضى الدامية التي ألمت بالأرض السورية التي لم تستطع موسكو إنهاءها بالسرعة التي وعدت بها نظرا لتدخل أطراف أخرى في كل هذه الأحداث وتفاوت القوى والمصالح التي أدت كلها إلى إطالة أمد العنف والحرب في سوريا على النحو الذي أفضى بتشريد الملايين وقتل الآلاف وضرب البنى التحتية لمعظم محافظات سوريا واستباحة الحدود السورية بالصورة التي باتت معلومة للجميع اليوم. أما قطر والتي تعد كلمة السر في أي توافق يمكن أن يُترجم للأزمة السورية فإن البيان القطري الروسي التركي الأخير الذي صدر بعد اللقاء الثلاثي فهو يمكن أن يوضح بشكل منفرد بأن الدوحة والتي لا تزال تدين كل جرائم النظام السوري بحق شعبه وعمليات التهجير القسرية وتدعم الجهود الدولية الرامية للتوصل إلى حل سياسي للأزمة في سوريا على أساس بيان جنيف الأول لعام 2012 وقرار مجلس الأمن رقم 2254 بما يلبي تطلعات الشعب السوري في حقه في العيش باستقرار على أرضه في حين عبر البيان المشترك عن القلق من تردي الوضع الإنساني في ظل تفشي فيروس كورونا بالإضافة إلى رغبة الدول الثلاث في أن تظل سوريا دولة متحدة لا تمتد لها أصابع الفُرقة وهذا يعد واحدة من أمنيات قطر الكثيرة في أن يعم السلام أرجاء المعمورة بينما دبلوماسيتها تجتذب العالم لها نظرا لهدوئها في التعاطي مع الأمور بصورة تضمن النجاح لها وإمساكها لعصا علاقاتها المتزنة من المنتصف لا تفريط ولا إفراط. ‏@[email protected] ‏@ebtesam777