13 سبتمبر 2025

تسجيل

نموذج: نجلا يوسف ذياب آل إسحاق

14 مارس 2017

بمزيد من الحزن والأسى افتقدت العائلة والمجتمع نموذجا من النساء ذات المكانة الاجتماعية والقدوة الحسنة، كامرأة قطرية لعبت العديد من الأدوارالتربوية والاجتماعية والاقتصادية والدينية رغم بساطة الحياة وقلة الدخل وقساوة الحياة، قبل الانفتاح الاقتصادي والرفاهية التي تعيشها الدولة خلال السنوات الماضية كنموذج مشرف لنساء قطر، وماتم سرده من سيرتها العطرة من الأسرة والعائلة وأصدقائها على المستوى الاجتماعي والمجتمعي، كيف كانت شخصيتها تتسم بالهدوء في التربية مع أبنائها وأبناء أخويها، رغم المعاناة التي مرت بها في حياتها إلا إنها كانت تقدم أفضل ماعندها من أدوار وواجبات داخل الأسرة وقيادتها لشؤون الأسرة بكاملها، من مسؤوليات وواجبات اجتماعية وتتولاها بشكل شخصي وبصمت جميل في أفعالها، رغم الأعباء النفسية إلا إنها لم تشعر الآخرين بأي ضغوط نفسية ولا اقتصادية ومايتبعها بالالتزام الأخلاقي والديني في ممارسة حياتها اليومية، وكيف زرعت هذه القيم الاجتماعية والدينية داخل أفراد أسرتها من الأبناء والأحفاد والمحيطين بها، رغم أنها لم تمتلك مقومات السلاح التعليمي والاقتصادي الذي يمتلكه العديد من النساء الآن، وما تميزت به من بشاشة الوجه وحفاوة الاستقبال بمنزلها لكل أفراد العائلة والأسرة وسمة الكرم التي كانت تحملها في شخصيتها وأعمال الخير في السراء، والتي لايعلم بها أحد وكانت حريصة عليها حتى قبل مرضها، وحجم الحب والمودة التي كانت من مبادئها في رسالتها طوال فترة حياتها، وكيف استطاعت وكانت حريصة على زرع القيم العاطفية والوجدانية والترابط الأسري الذي كانت حريصة كل الحرص عليه من خلال سلوكياتها وأفعالها اليومية، ومن خلال التجمعات الأسرية بين الأبناء والأحفاد حتى زرعته بهذه الصورة الرائعة اليوم، وبكاء شديد عليها لمسناه من كل أفراد أسرتها كبيرا وصغيرا، وتكاد أجمل كلمة ترددت بعد رحيلها افتقدنا "ديدة بركة البيت" وتكاد تكون نموذجا مشرفا لكل النساء القطريات والعربيات، رغم بساطة التعليم إلا إنها قدمت الكثير لأسرتها ومجتمعها في زرع القيم المتعددة والحفاظ على الروابط الاجتماعية التي تؤدي إلى خروج أجيال قادرة على تحمل المسؤولية بكل أنواعها، وما نأمله أن نراها في الأجيال القادمة من الفتيات أن يكن امتدادا لأمهاتهن وجداتهن في عطائهن وأدوارهن وكيف ساهمن في استقرار الأسرة والمجتمع وأخرجن أجيالا تمكنت من تولي قيادات كبيرة بالدولة، ونأمل في توظيف خبراتهن العلمية والعملية واستغلال الموارد الاقتصادية وبوادر الانفتاح لخدمة الأسرة والمجتمع، ورسالة لكل أم وجدة في الأسرة بأهمية الدور الحقيقي الذي يقمن به في حياتنا الأسرية والاجتماعية. وأخيرا تغمد الله فقيدتنا الغالية ولن ننسى ما قدمته من عطايا إنسانية واجتماعية وأسكنك الله فسيح جناته.