30 أكتوبر 2025
تسجيلذات مساء برفقة صديقتي وفنجان القهوة، توقفتُ فجأة عن احتساء قهوتي وسألتها بهدوء: ألم تلاحظي أن قهوتنا اليوم مُرة بشكل لم نعتده في السابق؟ فقالت لي دون تفكير وبهدوء أيضاً: هي انعكاس لحياتنا أحياناً!!هذا الموقف البسيط العميق في تفاصيله، دعاني للتأمل، ووصلت إلى قناعة بأن الكثير من التفاصيل حولنا هي انعكاس لما نشعر به، تلك القهوة قد تكون مستساغة لكن بعض الظروف التي نمر بها آنذاك لم تكن على مايرام فانعكست بشكل مباشر على كل مانرى أو نتذوق أو نسمع!الإنسان إذا كان متفائلا بطبعه فهو يرى في الآلام والعقبات التي يمر بها محطات عبور واختبارات في حياته ستزول قريباً بقليل من الصبر وكثير من الإرادة، في حين ان المتشائم يرى ان كل ما يمر به من ظروف معاكسة لتوقعاته هي (مؤامرة عليه)!ومن فنجان القهوة يتضح لي أن الانعكاس هو قانون ينص على ان جميع أفكار الشخص ومعتقداته الداخلية ستظهر له في حياته الواقعية على شكل أحداث، تفاصيل وأشخاص لديها نفس الأفعال التي تعكس هذه المعتقدات الداخلية.هذا القانون الكوني يعتبر صورة من عدالة الله، فهو يعني انك المسؤول الوحيد عما يحصل في حياتك، والمتحكم فيها بعد الله، وأنك تستطيع دائماً وفي كل لحظة أن تغير من مفاهيمك ومعتقداتك وأفكارك بما يخدم مصالحك في الحياة. ابدأ دائماً بنفسك، رممها، أصلحها لكي تصلح حياتك، غير من معتقداتك لأخرى تخدم حياتك وحياة كل من يحيط بك بشكل أكثر إيجابية وفعالية، وأنت في طريقك في الحياة لاتحاول إصلاح الانعكاس فقط، بل اصلاح المصدر، المصدر هنا هو ذاتك. أخيراً.. قد تحتسي ذات يوم فنجان قهوة مرة بكل سعادة وترحاب فقط لأن من يرافقك ذاك الوقت شخص قريب لقلبك وعقلك، أو لأنك وقتها قد تكون في مكان تحبه، وفي ظروف تهواها روحك، فأنت حينها تسكب في تلك القهوة السوداء المرة حبيبات من سكر روحك المقبلة على الحياة بكل خير وسلام.. ودمتم.