13 سبتمبر 2025

تسجيل

مُساعد بدرجة رئيس !

14 مارس 2016

عندما تختلُّ أو تُطمسُ القوانين وتغلب المصلحة الشخصية والأهواء والمحسوبية على مصلحة ومبادئ العمل في أي وزارة أو هيئة أو مؤسسة فإنه حتماً لن تتمكن هذه الجهة من الوصول إلى أهدافها المرجوة ، بل إن الأخلاق المهنية للموظف قد تتعرض هي الأخرى إلى أسوأ مراحلها إذا ما وصل الأداء العام لتلك الجهة إلى مرحلة من التردي والفساد نتيجة تجاوزات قياداتها العليا وعدم إدراكهم لحجم الأمانة التي وضعت على أكتافهم، وبالتالي من الطبيعي أن تنشأ طبقة وظيفية ترى وتسمع وتقتدي وتُطبق ما تفعله هذه القيادات !! أسوق كلامي هذا بالنظر إلى وضع إحدى الهيئات أو " اللجان " في الدولة والمعنية بأحد أهم الأمور الرئيسية التي تمس حياة المواطنين والمقيمين على هذه الأرض الطيبة ، هذه الجهة التي قد يلجأ إليها من لديه مظلمة عندما تُغلق الأبواب في وجهه لتكون هي بارقة الأمل له في إعادة " حقوقه " وتسهم في رفع الظلم عنه إن كان هناك ثمة ظلمٌ قد وقع عليه ، إلاّ أنه وللأسف أن هذه الهيئة أو " اللجنة " انحرفت عن مسارها وتاهت في أمواج المحسوبية العاتية والمصالح الشخصية !! لتخلع ثوب المبادئ ومناصرة المظلوم حتى يسترد " حقه " وتستبدله برداء الوعود الزائفة والتطنيش واللامبالاة ، ويقتصر دورها فقط في حضور مسئوليها للمؤتمرات والزيارات وترشيحهم للمناصب الإقليمية والدولية وبالتالي تضاعف أعداد المهمات الرسمية لهم ولمن يعز عليهم وفي الأخير " الحسابة بتحسب " !!من أهم ملامح هذا الخلل وهذا الفساد المستشري في تلك الهيئة أو " اللجنة " هيمنة مساعد أمينها العام على مقدرات هذه الجهة وتحكمه في كل شاردة وواردة تدور فيها ، وما ساعد هذا " المساعد " ليستفحل أمره وتقوى شوكته أنه تمكن وبـمهارة خلال سنوات قليلة من كسب رئيسه البيروقراطي ليكون ظلاً ظليلاً له لا يفارقه طيلة يومه حتى وصل به أنه يلازمه في بيته حتى يخلد رئيسه للنوم ليستيقظ في اليوم التالي على وجه هذا المساعد !! بالإضافة إلى مرافقته في حله وترحاله ونزهاته ومغامراته !!جاهد هذا المساعد المتنفذ لتثبيت نفسه وتقوية وضعه بأن قام بزرع أقربائه ومن يحيط بهم في الإدارات الحساسة والذين لم يتمكن من زرعهم على رأسها جعلهم نواباً لمدرائها !! ليضمن بذلك إتساع نفوذه وتقوية شوكته أمام ضعف وخنوع وتغاضي رئيس هذه اللجنة " المُغيّبة " !!هذا الأمر خلق نوعاً من التذمر والسخط لدى موظفي هذه الجهة لا سيما أن سعادة هذا المساعد لا يعرف الرحمة ولا الشفقة أمام من يقف في وجهه أو يعارض أمره أو حتى يهمس همساً !! فقد يصل بمن يملك الجرأة بفعل ذلك أن يفقد امتيازاته أو حتى يخسر وظيفته ولو كان مواطناً يملك العديد من المؤهلات العالية والخبرات !! فلا صوت يعلو على صوته ولا قراراً نافذاً إلاّ قراره !!فاصلة أخيرةهذه النوعية يوجد منها الكثير في مؤسساتنا وجهاتنا الحكومية وكما نقول بلهجتنا العامية " سوقهم ماشي ووضعهم عال العال " ، وهم أشبه بالحشرات التي تنتشر وتتجمع في مياه البرك والأوحال ولا سبيل في القضاء عليها إلا بتجفيفها وإزالتها !! وعندما نقضي على المركزية والبيروقراطية فإنهم حتماً لن تقوم لهم قائمة !